عزيزتي الجزيرة مع التحية والتقدير: بغضِّ النظر عن أيّ اعتبارات شخصية أو محاولة الدخول في النوايا أو هموم التشويق والتسويق الصحفية، فقد وجدت أمراً خطيراً جداً في ما ورد عن د. حمزة الطيار في عزيزتي الجزيرة ليوم الأحد الخامس من ذي القعدة العدد 12477 نقلاً عن مقال للأستاذ محمد آل الشيخ، ويتعلّق بما ورد في الوقفة الثانية التي نصّها ما يلي: الوقفة الثانية قوله، أي قول محمد آل الشيخ في مقال له بالجزيرة: (الذي يجب أن نقر به أننا نواجه ثقافة دينية (متطرفة) ومخيفة تقشعر من أهوالها ومن (انتحارييها) الأبدان ذقنا منها وبسببها الأمرّين، أفرزت في النهاية فتنة كلّفتنا الكثير على كلِّ المستويات ولعلّ تلك الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت والأطفال الذين تيتّموا والنساء اللواتي ترمّلن والممتلكات التي دُمِّرت وهي نتيجة من نتائج هذا الفكر الخطير والتدمير بكلِّ المقاييس ... والسؤال: ألا تعتبر هذه الممارسات شرعاً وعرفاً وعقلاً وخلقاً (منكرا)؟ ..) فأقول: بلى وربي إنّها تعتبر كذلك، لكن يجب علينا أن نقر أيضاً بأنّنا نواجه ثقافة تشمئز منها العقول الصحيحة وتنفر منها الأذواق السليمة، ذقنا بسببها المرارة تلو المرارة، أصابت سهامها المسمومة وخناجرها المشئومة شيئاً من أعرافنا وتقاليدنا، فكم أتلفت من قلوب حية، وخلّفت من منكرات عظيمة .. والسؤال: ألا تعبر هذه الممارسات أيضاً شرعاً وعرفاً وعقلاً (بل ونظاماً) منكراً يجب إنكاره؟!. والمفهوم من هذا أنّ الدكتور حمزة يوضح للكاتب آل الشيخ أنّ ما ذكره عن وجود ثقافة متطرفة أفرزت فتنة مكلفة جاء كرد على ثقافة لم يذكر الطيار اسمها أو وصفها أو ما عملته على الواقع المشاهَد وليس الواهم. ربما أنّ في ذلك كشفاً للنوايا وقع فيه الدكتور الطيار، فالمفهوم أنّه يجزم بأنّ الإرهاب والقتل والتدمير الذي طال رجال الأمن والمنشآت الاقتصادية وروّع الناس مبرّر ومعقول لأنّه كما يرى ردٌّ منطقي على الثقافة المزعومة التي يقول إنّها عملت ما عملت من أمور لا يراها غيره ومن هم من حزبه. والمطلوب من د. حمزة الطيار الإيضاح بما لا يدع مجالا ًللشك: هل رجال الأمن ووزارة الداخلية ومنشآت النفط من مظاهر تلك الثقافة المرفوضة من قِبله كي يسوغ تفجيرها وقتل الأبرياء؟ وهل تنوي يا د. حمزة فضح رموز الثقافة المزعومة من البشر؟ وهل الدولة رعاها الله جزءٌ لا يتجزأ من هذه الثقافة المرفوضة من قِبلك؟ .. لا بدّ أن تجيب بنعم لأنّ معظم الأعمال الإرهابية كانت موجَّهة ضد الدولة. يبدو أنّك د. حمزة الطيار تجهل كثيراً عن الأهداف الحقيقية وراء الإرهاب الذي تعرّضت له بلادنا، وهنا يجب عليك أن تلتزم الصمت وتكتفي بوظيفتك في الجامعة، ويخلف الله عليك النجومية! والله المستعان.