كشف أسير فلسطيني تحرر من الأسر اليهودي قبل شهر تقريباً عن أساليب التعذيب اللاإنسانية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني. الأسير المحرر (أحمد محمد السراج) الذي اعتقل في يوليو - تموز من العام2005م في كمين نصبه جنود الاحتلال شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة أُفرج عنه قبل نحو الشهر، لكن ذاكرته تعج بقصص مأساوية عما لاقاه داخل سجون وزنازين الاحتلال، حيث أكد في إفادة حقوقية ل(الجزيرة) أن المخابرات الإسرائيلية تستخدم كافة الأساليب اللاإنسانية للنيل من الأسرى الفلسطينيين وأخذ الاعتراف منهم. وقال الأسير المحرر (أحمد) وهو شقيق الأسير (عماد) المحكوم بالسجن (55 عاماً): إنه أمضى عامين في سجون الاحتلال وأن المخابرات الإسرائيلية استخدمت معه أسلوب الضغط النفسي بعد أن عزلته لمدة اثنين وخمسين يوماً في زنزانة انفرادية، دون أن تستخدم معه العقاب والضرب الجسدي، موضحاً أن أي أسير يدخل في متاهات فكرية ونفسية نتيجة المدة الطويلة التي يجلس بمفرده. واعتبر الأسير المحرر السراج الذي قضى مدة محكوميته في أكثر من سبعة سجون إسرائيلية، منها (عسقلان والسبع ومجدو وشطة والنقب ونفحة)، اعتبر أن الضغط النفسي للأسير الفلسطيني هو أشد من التعذيب الجسدي، ولاسيما أن مخابرات الاحتلال أجبرته على الجلوس على كرسي حديدي خاص طوالفترة التحقيق معه، ما أدى إلى تورم جسده الخلفي وظهور (دمامل) و(تقيحات) ذات رائحة كريهة، أدت على نقله لمستشفى سوركا الإسرائيلي في مدينة بئر السبع لتلقي العلاج. وفي إفادة أخرى وصلت مكتب (الجزيرة) هذه المرة من نادي الأسير الفلسطيني، جاء فيها أن محامي نادي الأسير (فواز الشلودي) التقى مع الأسير الفلسطيني (سمير ياسر حسونة -22 عاماً) من سكان مدينة القدسالمحتلة والمعتقل منذ تاريخ 10-2-2002م والمحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، الذي اعتقل قبل أن يبلغ سن الرشد (18 عاماً)، وقد تعرض الأسير (حسونة) للتعذيب من قبل المحققين الصهاينة، ما أثر على حالته الصحية، وظل يعاني من آثار التعذيب حتى هذا اليوم. وجاء في الإفادة الحقوقية التي وصلت (الجزيرة)، والتي أدلى بها الأسير (حسونة) لمحامي نادي الأسير إنه أثناء اعتقاله ومكوثه في معتقل سجن تحقيق المسكوبية بمدينة القدس تم التحقيق معه على يد محققين لا يتذكر أسماءهم ولا أوصافهم، فقط يتذكر أنه دخل عليه محقق ذو جسم كبير وطويل القامة وقام بحمله بين يديه وأخذ يضربه بالحائط، وكان بالحائط (قطعة حديدبارزة!!) كانت تضرب بظهر الأسير بكل مرة يتم قذفه من قبل المحقق إلى الحائط. كما أفاد الأسير (حسونة) أن محقق يدعى (فؤاد) كان يضع يده على ظهر الأسير واليد الأخرى على بطنه ويضغط عليها بشكل كبير، ما يؤدي إلى حدوث آلام حادة في الظهر، كما تعرض الأسير (حسونة) للشبح المتواصل على كرسي لفترات طويلة كانت تصل في بعض الأحيان إلى 24 ساعة متواصلة، ونتيجة لهذا التعذيب الذي تعرض له فهو يعاني حتى اليوم من آلام حادة في الظهر والأرجل، وعلى الرغم من هذه الآلام التي يعاني منها لا يتلقى إلا المسكنات!!