إفشاء السلام أدب إسلامي رفيع، وخلق كريم، حث عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في أحاديث عديدة منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أفشوا السلام تسلموا) وغيره من الأحاديث، وجعله من أسباب دخول الجنة، ومن أعظم الأسباب الجالبة للمحبة بين المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم! أفشوا السلام بينكم) وهذ حق ولا ريب، فإفشاء السلام يجلب المودة، ويزرع المحبة، وينفي الجفاء والبغضاء، أذكر عندما كنا قديما ونحن صغار نذهب إلى المسجد للصلاة، ولم تكن الشوارع مضاءة في حارتنا القديمة، بل كنا نمر بالحارات المظلمة في طريقنا إلى المسجد، كنا نسلم على كل من يمر بنا، فإذا ردَّ علينا السلام استأنسنا، واطمأنت قلوبنا، وزادنا رده للسلام طمأنينة وسكينة، وإذا لم يرد السلام توجسنا منه خيفة، وشعرنا بعدم الارتياح. إفشاء السلام من خير خصال الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاء يسأله قائلا: (أي الإسلام خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). وإفشاء السلام من خصال الإيمان كما قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما: (ثلاث من جمعهم فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، والإنفاق من إقتار، وبذل السلام للعالم) والمجتمع أحوج ما يكون إلى أن يتبادل أبناؤه وأفراده السلام في كل وقت، ويفشوه بينهم، حتى تشيع بينهم روح المحبة والوئام، وتقوى العلاقات بينهم، وينالوا الأجر العظيم على إفشاء السلام، وما أحرانا أن نعلم أبناءنا إفشاء السلام، ونشجعهم عليه، ونبين لهم أجره وثوابه، حتى ينشؤوا على ذلك، ومازلت أذكر قبل سنوات من عمري كان لنا جار صالح - نحسبه كذلك والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً - وكنت أراه يعلم أبناءه إلقاء السلام، ويحفظهم ألفاظه، وكان يعطي قطعة حلوى لكل من يكثر إلقاء السلام منهم، وذلك ترغيبا لهم في الخير والثواب فجدير بنا جميعاً أن نربي أبناءنا على إفشاء السلام، ونعودهم على أن يبدؤوا كل ما يقابلونه بقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.