بعد إصرار حركة المقاومة الإسلامية حماس المتكرر على تولي حقيبتي الداخلية والمالية.. تعثرت يوم أمس الجهود المبذولة في مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.. وسط تصريحات متباينة ومتضاربة من المسؤولين الفلسطينيين (قادة حركتي فتح وحماس أمس حول تجميد المفاوضات من عدمها.. القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر أكد ل(الجزيرة) أن ثمانين بالمائة من نقاط الخلاف بين حركتي حماس وفتح قد حسمت بشكل نهائي، مؤكداً قرب التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف بين الحركتين ويؤسس لأول مرة في التاريخ السياسي الفلسطيني لاتفاق قوي بين حركتي فتح وحماس، إلا أن د. بحر استدرك قائلاً: إن حركة (حماس) تتمسك في الحوار الثنائي مع حركة (فتح) بوزارتي الداخلية والمالية.. وما علمت به (الجزيرة) أن الرئيس الفلسطيني وافق على أن يكون البروفيسور محمد شبير، رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية بعد تسميته من قبل حركة حماس. وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة أمس أن هناك تعثراً قابل الجهود المبذولة في مفاوضات حكومة الوحدة باللحظة الأخيرة؛ متهماً حركة حماس بأنها تتمسك ببعض الوزارات التي لا يمكن تجاوز الأزمة الحالية إلا بتوليها من قبل كفاءات وطنية مستقلة وليس من فتح أو حماس. وقال أبوردينة في تصريحات للصحافيين: (هناك قضايا مهمة وضرورية لا يمكن فك الحصار دون اتفاق حولها.. مشدداً أن المطلوب هو حكومة مقبولة عربياً ودولياً، ومؤكداً على أن هناك فرصة لتجاوز العقبة التي ظهرت في نهاية المفاوضات. وأشار أبوردينة إلى اتصال أجراه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المتواجد في دمشق لتجاوز تلك العقبة؛ مؤكداً أن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ليس لديها أي مشكلات حول أي مرشح في الوزارة الجديدة. واجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء يوم أمس في غزة بالقوى الوطنية والإسلامية والكتل البرلمانية الفلسطينية بمشاركة رئيس الوزراء إسماعيل هنية لبحث الحوارات الدائرة بشأن إنجاز حكومة الوحدة الوطنية. وقال د. خليل الحية رئيس كتلة حماس البرلمانية عقب الاجتماع: إن الحوارات تسير بشكل جدي ومسئول وهناك صعوبات لكنها لن تثنينا عن التوصل لاتفاق وأنه لا مناص للشعب الفلسطيني سوى التوحد والاستمرار في خيار الحوار وأن هناك نقاطاً بحاجة للمزيد من البحث. أوضح النائب الفلسطيني، د. مصطفي البرغوثي من جهته يوم أمس أن جميع نقاط الحوار يجري معالجتها بشكل جدي وأن الحوار مستمر ويجري على أعلى المستويات لإنجاز حكومة الوحدة الوطنية وأنه تم الانتهاء من موضوع رئاسة الوزراء ومن موضوع النسب. وأضاف البرغوثي أن هناك نقاطاً قد أنجزت وأخرى بحاجة للإنجاز وأن الحوارات ستبقى مستمرة للوصول لحكومة الوحدة الوطنية. وكان نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الإعلامية قد أعلن تعليق المحادثات والمشاورات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، نافياً أن تكون هذه المحادثات قد وصلت حد الانهيار. وقال عمرو خلال مؤتمر صحافي عقده يوم أمس في رام الله: إن عباس طلب من قادة حركة حماس ضرورة سماع رأي إيجابي في معظم القضايا العالقة بعد عودته من زيارته إلى المملكة العربية السعودية التي وصل إليها مساء أمس. وقال عمرو: إن معظم المحادثات التي جرت في الأيام الماضية كانت تتوزع حول تشكيلة الحكومة وحول عدد الوزارات لكل فصيل ومطالب لحركة حماس بضرورة ألا يسيطر فصيل واحد على السفارات والقناصل أو حتى المحافظات. وقال عمرو: لقد تم الاتفاق على اسم المرشح لرئاسة الوزراء وبإمكانكم القول إنه البروفيسور محمد شبير. ونفت حركة حماس على لسان ناطقيها الإعلاميين في غزة بشكل قاطع انهيار المفاوضات بين حركتي فتح وحماس, الأمر الذي أكده النائب الفلسطيني د. مصطفى البرغوثي، وأشارت حركة حماس إلى استمرار المفاوضات على أعلى المستويات. وقال الناطق باسم حماس د. إسماعيل رضوان: لا يمكن التحدث عن انهيار للمفاوضات ولكن هناك صعوبات, ولكننا ما زلنا نسيطر على المحادثات وقطعنا شوطاً كبيراً فيها)؛ مؤكداً أن حركتي فتح وحماس أحرزتا تقدماً كبيراً بالمفاوضات واتفقتا على برنامج الحكومة المستند إلى وثيقة الوفاق الوطني كما اتفقتا على النسب والمحاصصات وعدد الوزارات). من ناحيته أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في غزة عدم صحة الأنباء التي ترددت حول انهيار أو تعليق المفاوضات الجارية بين حركتي حماس وفتح، وقال: إن مثل هذه التصريحات تؤدي إلى توتير الشارع الفلسطيني، وتقلق المواطن الفلسطيني، الذي ينتظر بفارغ الصبر إعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.