عزيزتي الجزيرة.. الكلمة الرائعة التي ارتجلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله التي كانت لها أصداء واسعة لما تضمنته من إبداع وإيجاز وبلاغة ومعان دلالية بديعة. فالكل شاهد سموه الكريم وهو بأوج حماسه يهز المدرجات بصوته الشجي وبأسلوبه المتميز الذي تقرأ فيه الإبداع. فكلمته هذه كلمة أبهرت الملايين الذين كانوا يشاهدونه أمام الشاشة الفضية وتفاعلوا معها أيما تفاعل، وهذا ليس بمستغرب على صاحب الإبداع وصاحب التميز وصاحب المواهب العظيمة التي حباه الله إياها. خالد الفيصل اسم جميل ما إن تذكره إلا وتذكر الإبداع في جميع فنونه وأصنافه من شعر ونثر وخطابة ورسم. أما من حيث الشعر فهو شاعر لا يضاهى يأسر الألباب برصانة شعره وقوته وغزارة معانيه، فما من غرض من أغراض الشعر إلا وطرق بابه وانفتح له على مصراعيه شاعر يصوغ الألفاظ كصوغ الذهب بقصائد ذائعة الصيت من حكمة ونصح ومعاناة وغزل. أما بالنثر فهو بحر لا ساحل له، إذا كتب أغرق الأوراق في حبر الأقلام علماً وافراً وفلسفة عميقة وفكراً واعياً ينبض بإيمان غزير، تتمنى أن تبحر دائماً وأبداً في عباب بحره العذب الغزير المتلاطم بالمعاني الجمة رزقه الله بفصاحة وبلاغة القول لاحظوا معي جيداً كلمته الشهيرة المختصرة (لا عسير في عسير ولا أبهى من أبها).. أما من ناحية الخطابة، فهو خطيب مفوه، يشنف الآذان بخطبه وبكلماته المرصعة بديباجة القول، فإذا تكلم تود أن يطيل ويسهب بقوله وتستفيد من أفكاره المحنكة، فلا غرابة في ذلك فهو ابن من عرفه التاريخ بحنكته ودهائه ومجده التليد (فيصل بن عبد العزيز) عليه شآبيب رحمة الله ورضوانه. أما الرسم، فالجميع يعرفه رساماً ماهراً سخر ريشته وألوانه بلوحات تشكيلية رائعة الجمال.. هذا هو خالد الفيصل، الأمير، الإنسان، الشهم، البحر المتلاطم بدرره النفيسة ولآلئه النادرة، فأنا شخصياً من أشد المعجبين بهذا الرجل الأديب الذي يجبرك فكره وأدبه وإبداعه في شتى المجالات بأن تتابع أخباره أولا بأول.