أتابع ما ينشر عبر صفحات الجزيرة من المواضيع المتعلقة بالأطباء السعوديين من حيث ما يواجهه حديثو التخرج منهم مروراً بمشاكل دخولهم برامج التخصص وقبل ذلك كله قلة اعدادهم نسبياً. فمنذ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله-عندما كان ولياً للعهد أوامره بزيادة أعداد المقبولين في كليات الطب وذلك قبل ثلاث سنوات تقريباً، كان هذا الخبر مثلجاً للصدور ومفرحاً للنفوس حيث أننا كنا نعاني من قلة أعداد المقبولين في كليات الطب، وهذه الزيادة ستسد العجز الحاصل لدينا بإذن الله، فرغم ان مستشفياتنا تعج بالأطباء الأجانب إلا أننا نرتاح ونطمئن عندما نشاهد طبيبا سعوديا في عيادة طبية ونقدم عليه ليس لدعمه أو رفع روحه المعنوية فقط بل لان الاطباء السعوديين أكفاء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فاخطاؤهم الطبية قليلة ونصحهم وأمانتهم تفوق بمراحل الأطباء الأجانب، ومن هنا أصبحنا نبحث عن الطبيب السعودي عندما نعاود المستشفيات. ولكن هناك العديد من المشاكل والصعوبات التي تواجه الطبيب السعودي وهي: أولاً: عند إنهاء الطالب في كليات الطب عامه الدراسي الرابع ودخوله العام الخامس الخاص بالدورات فإن المكافأة تبقى على حالها وكان ينبغي زيادتها لأنه قد أنهى أربع سنوات دراسية وبقي له ثلاث سنوات وإذا ما استثنينا السنة السابعة فإن الطالب قد زادت مصاريفه المعيشية، وهناك من يستعد لبناء أسرة خاصة به، فالمطلوب زيادة المكافأة نسبياً، كما أن الدورات التي تبدأ من هذه السنة تتطلب زيادة المصروفات للطالب. ثانياً: عند تخرج الطالب من كلية الطب وبعد دراسة دامت سبع سنوات متواصلة فإنه بحاجة للدخول لبرنامج التخصص لكي يتخصص بأحد المجالات الطبية، فيُصدم المتقدم بأن المجال الذي تقدم له (ميوله ورغبته) قد خصص له مقاعد قليلة بينما المتقدمون عليه كثر، ولذلك يتجه الى مجال آخر وهو صاحب نسبة تخرج عالية، وهذا المجال لا يرغبه بالتأكيد (ذهب ليتخصص فقط) فيأخذ مكان طبيب صاحب نسبة أقل منه وهو يرغب بالتخصص الثاني، وبذلك يُحرم الاول والثاني من الدخول بالبرنامج المحبب، وإذا كان الجواب بضرورة تنويع المجالات فلماذا لا يكون الأطباء الأجانب المستقدمون هم من المجالات التي لا يرغبها اطباؤنا حتى نكتفي بالأطباء السعوديين في التخصصات الباقية تدريجياً، ورغم ذلك كله إلا اننا نشاهد الاخصائيين الأجانب في مستشفياتنا الحكومية والخاصة قد اخذوا مكان اطبائنا السعوديين الذين حرموا من برنامج التخصص المرغوب. ثالثاً: بعد القبول في برنامج التخصص وبعد تحديد نسبة مقاعد معينة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية فإن الطبيب يواجه مشكلة جديدة وهي عدم وجود مقعد في المستشفيات لدخول البرنامج فيعود أدراجه ويبدأ من الصفر في العام القادم!. رابعاً: بعد القبول للدخول للبرنامج وموافقة المستشفى وإنهاء برنامج التخصص فإن الطبيب ينصدم برفض المستشفى المواصلة وذلك بدخول برنامج الزمالة وهذه مشكلة جديدة فكيف سيتم قبوله في مستشفى آخر وهو لم يزاول برنامج التخصص لديها، فليس أمامه إلا البحث عن فرصة ابتعاث وهذه فيها من المشاكل والتعقيدات الشيء الكثير. عموماً ان المسؤولين في الصحة حريصون كل الحرص على زيادة نسبة الأطباء لدينا وتسهيل دخول البرامج التي يرغبونها، فالمأمول تأهيل الكوادر الطبية السعودية بقبولها في الكليات الطبية وتسهيل الدخول لبرامج التخصص لكي نجعل نسبة السعودة في مستشفياتنا 100% وبمساعدة من كليات التمريض وكليات العلوم الطبية وطب الأسنان.