خلق إسلامي رفيع، وأدب يرفع من قيمة المسلم عند الله وعند الناس. وديننا الإسلامي - ولله الحمد - هو دين السماحة، واليسر، وتحمل الأذى وكفه عن الناس، حتى قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (الإيمان: الصبر، والسماحة) وكلنا مطالبون أن نجسد بسلوكنا الحي، وفي واقع حياتنا معنى السماحة في المعاملات، وفي طلاقة الوجه وفي صفاء القلب، ليس مع أهلنا أو أصحابنا فقط، ولكن مع جميع الناس. وأن نكون نموذجا حيا في تعاملنا مع الآخرين، تتمثل فيه جميع معاني السماحة بصورة جلية. لا شك أن سماحة النفس من الأخلاق التي يتصف بها المؤمنون الصادقون المخلصون، ومن الصفات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، ويجب أن تكون في عبده المؤمن. ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في السماحة، وفي التسامح مع الآخرين، فإنه صلى الله عليه وسلم: (ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط..) وكان صلى الله عليه وسلم يتحمل إساءات الأعراب وغيرهم، ويقول: (يرحم الله أخي موسى. لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) وكانت نفسه تسمح بما عنده عليه الصلاة والسلام، فلا يبخل بشيء، بل (كان لا يرد سائلا) وكان قريبا من الناس، هينا، لينا، سهلا في تعامله، بشوشا، كل من رآه أحبه. فالتخلق بالسماحة من أهم عوامل زرع وتقوية المحبة والمودة بين الناس، وتقوية أواصر الإخاء بين المسلمين، وباعثا على زيادة الألفة فيما بينهم، ولهذا فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالسهولة، والتيسير على الناس، فقال: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) وحض على السماحة في المعاملات فقال: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا قضى، وإذا اقتضى) فالسماحة من أهم الأخلاق التي ينبغي للمسلم التخلق بها، والحرص عليها، واتخاذها وسيلة لمرضاة الله تعالى، ولكسب الأجر والثواب، وإصلاح ذات البين، وزيادة المحبة مع إخوانه المسلمين فسماحة النفس من أخلاق الإسلام، ومن هدي القرآن، فعليكم بالسماحة يا عباد الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.