هل أقول افتقدنا صديقاً.. هل أقول افتقدنا أخاً كبيراً وضع كافة إمكاناته في خدمة كل من قصده. أم هل أقول إننا افتقدنا رجلاً يشعرك بأنه يسعى جاهداً مخلصاً لقضاء ما تريده. رجل فتح أبواب قصره للجميع.. فكان قصره مليئاً بالوافدين من كافة أنحاء المملكة. حينما تدخل قصره تشعر أنك لست وحدك المحب للأمير سعد بن خالد آل سعود.. وتنتابك مشاعر أن هذا الرجل يمتلك مقدرة عجيبة لا تقارن في إشعار الجميع بأنهم أحبة مقربون إليه وأنه أقرب ما يكون لهم. كانت أسئلته للقادمين عن أحوال أشخاص آخرين يتابع أمورهم يهتم بهمومهم. إن الحياة مليئة بالكثير.. لكننا نفتقد فيها نوادر من الرجال لهم صفات لا يمتلكها إلا القليل.. يضيؤون فيها شموع الأمل بأن الحياة بخير وأن الدنيا لا تخلو ممن يحملون مكارم الأخلاق وكرم الرجال ونبل العظماء. من يعرف سمو الأمير سعد بن خالد يقتنع تماماً بأن بلادنا لا تزال بخير وأن فيها من الرجال الكرماء الذين تغمر قلوبهم المحبة وصفات الخير.. الكثير. وحينها تكتشف أن هذا الرجل لم يكن نابغة عصره وفريد صفته حينما تعلم أنه من سلالة عطاء وخير ومحبة لرعيتهم ولكافة معارفهم. ابتسامته كانت علامة مميزة يتصف بها ذلك الأمير الراحل الذي افتقدناه.. وأملنا أن قصره في عليشة سيبقى شامخاً يذكرنا به بكل صفات التواضع والخير والعطاء والمحبة ومدرسة تعلمنا سمو الأخلاق ورفعة التواضع ورقي وسمو النفس التي تمتلئ بالخير.. رحمك الله يا أمير سعد بن خالد رحمة واسعة وأسكنك جناته التي وعد بها المؤمنون ورفع فيها المتواضعون.. وكرم فيها الكرماء بفضل الله وكرمه وإنا يا سعد عليك حزينون. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.