عندما أغلق أصحاب المليارات أبوابهم أمام الزوار إما خوفاً من الموت أو خشية الإنفاق وأصبحت صدقاتهم نفاقاً على صفحات الجرائد أو من أجل صورة يظهر فيها وهو يستلم شهادة تقدير من مسؤول لا ليبحث عن الأجر والثواب بل عن الشهرة والصيت الزائف كان هناك منزل متواصل يفتح من صلاة الفجر وحتى ساعة متأخرة من الليل منزل رجل وهبه الله شخصية تجمع كل المكارم هو سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود. كان الوفاء سعد بن خالد وكانت الشهامة سعد بن خالد وكان حسن المعاملة سعد بن خالد وكان كرم المال سعد بن خالد وكان كرم الجاه سعد بن خالد تزوره وأنت مثقل بالهموم ولا تكاد تصعد تلك العتبات القليلة التي تؤدي إلى مجلسه الحبيب إلى كل قلب حتى يقابلك سعد بن خالد بابتسامة وترحاب وتهلل وجه كريم بعفوية محببة جبل عليها بلا تصنع وبتواضع يغرقك خجلاً من نفسك ومع كثرة من في المجلس يشعرك أنك الوحيد الأكبر شأناً والأعلى مكاناً دون إنقاص حق لأحد، وترى ابتسامة سعد على وجه كل من حضر وتتمنى في قرارة نفسك أن تبقى لديه ساعات وساعات وعندما تتركه تمني نفسك بزيارته بأقرب وقت ولكن من عجيب المفارقات أنك تتأخر عن زيارة سعد بن خالد حتى لا تحرج بمكارم أخلاق سعد، وتتأخر عن زيارة آخرين لما تكرهه من سوء أخلاقهم. وجاءت الأخبار بمرض سعد بن خالد وذهابه للعلاج وبدأت الاتصالات للاطمئنان على صحته ومتى يعود سالماً وتعود الجموع المحبة له إلى منزل عليشة الحبيب إلى القلوب، وفجأة نزلت الصاعقة وجاء الخبر الذي فزع فيه الناس بآمالهم إلى تكذيبه ولكنه أجل الله الذي كتبه على كل إنسان ومات سعد بن خالد. أجل فقدنا الأب والصديق والحبيب فقدنا الوفي والشهم والكريم وذهب سعد بن خالد إلى العود بجسده وبقيت أخلاق سعد بن خالد وروح سعد بن خالد في خالد ومحمد وبندر وسلطان. وسيبقى والله يا سعد بن خالد القلب عليك حزيناً وستظل العين عليك دامعة فعلى مثلك يبكي الرجال ووالله إننا على فراقك يا سعد بن خالد لمحزونون وإن كانت وفاتك تتزامن مع ذكرى يوم بدر فنتمنى على الله وليس بكثير عليه أن يحشرك مع شهداء بدر وأن يجمعنا وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.