تعيش الأُمّة العربية والإسلامية هذه الأيام في معركة مصيرية لها أبعادها ونتائجها وان معركة الأمة العربية مع أعداء الإسلام معركة طويلة ومريرة تتطلب منا الثبات والصبر وإيمان أولاً بالقدرة الإلهية القادرة على إلحاق الهزيمة بعدونا وتتطلب الاستعداد له بالسلاح الفتاك {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (60) سورة الأنفال، بهذه الآية الكريمة أمر الله أولياءه المؤمنين بأخذ الحيطة والحذر واستعمال جميع الأسلحة التي توهن كيده وتحطم من كبريائه وغروره. والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون الى التكاتف والتعاون وتوحيد الصف، ونحن اليوم أمام عدو شرس متغطرس يبذل كل الوسائل من اجل إضعاف العرب وبذر الخلاف بين صفوفهم، فهو لا يفتأ يشن ضدنا حرباً نفسية مستهدفاً إضعافنا لكي نصاب باليأس من الانتصار، ولكن هيهات ان يتحقق له ما يريد .. سنقف في وجه الطغيان بكل قدراتنا، لن نسمح هذه المرة لعدو الإنسانية ان يحقق أهدافه الخبيثة، بل وسنعيد أرضنا وكرامتنا وحقنا المغتصب وسيعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه المسلوبة {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } {ن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} سننتصر بإذن الله. في هذا الشهر المبارك والحرب دائرة بيننا وبين أعدائنا تتمثل لنا غزوة بدر الكبرى بكل ما فيها من انتصار للمسلمين وهزيمة لأعدائهم، فنرفع أكفنا الى السماء، سائلين الله تعالى أن يحقق للمسلمين النصر المؤزّر، كما حققه لهم في معركة بدر رغم قلة عددهم وكثرة عدد عدوهم، لقد انتصر أسلافنا بالعقيدة التي كانت قائمة في نفوسهم، إذ كان نبي هذه الأمة عليه السلام يشد أصحابه إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في دينهم ودنياهم، فكان يربيهم تربية إسلامية صحيحة مستمدة من القرآن العظيم. من هنا كتب الله للسلف الصالح النصر في معارك كثيرة وانتشرت الدعوة المحمدية في أرجاء المعمورة في وقت قصير جدا، ان ظروف الأمة العربية المسلمة تتطلب منهم ان يتقربوا الى ربهم بالدعاء الملح ان يكتب لها النصر لأننا أصحاب حق ودعاة خير ورسل هداية، ليس لنا مطامع ولسنا نهدف إلى إلحاق الأذى بغيرنا .. نبتهل الى الله ان يظهرنا على عدونا ويعيد لنا قدسنا ومسرى نبينا ويعيد لنا فلسطين كلها ليعيش أهلها في أمن وأمان وحرية تامة لا تنغص عليهم الحروب حياتهم ولا تكدر صفوفهم. لقد أدرك العالم حقيقة دولة المسخ الصهيونية وأهدافها الاستعمارية ومخططاتها الإجرامية للقضاء على جميع الشعوب ما عدا شعب الله المختار .. والمطلع على تاريخ اليهود الأسود يدرك تماما هذه الحقيقة فكم تسببوا لإحداث البلبلة وإثارة الشغب بين صفوف المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد خلفائه الراشدين وما بعدهم بدافع من الحقد والبغضاء للمسلمين خاصة ولشعوب العالم قاطبة على وجه العموم. المواطن العربي في كل البلاد العربية يعيش أحداث المعركة الجارية ويتابع ما يجري في ارض القتال بثقة تامة بالنصر على أعدائنا لأن القرآن الكريم قد تكفل بالنصر للمؤمنين شريطة ان تخلص النية وينتظر الفوز والانتصار من عند الله. فيا جنودنا الأبطال شدوا على عدوكم وقاتلوا ببسالة واعيدوا لنا ذكرى الحروب الماضية .. اعيدوا لنا بدر والقادسية وحطين، وتقمصوا شخصيات القادة العظماء أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين وليكن شعاركم (الله أكبر) والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين وقلوبنا، ومشاعرنا معكم واتخذوا من بينكم أسوة في الشجاعة والصبر والثبات وسلامة التصرف والله ناصركم وخاذل أعدائكم. عبد العزيز بن سليمان النبهاني