ما أجمل الإحسان إلى الآخرين، يزداد جمالاً عندما تصاحبه نية صالحة ويقيناً صادقاً بموعود الله. أنعم الله عليه ببناء مسكن خاص بذل فيه جميع ما يملك هو وزوجته رغبة في حياة سعيدة لهما ولأبنائهما. واستشعاراً لمنة الله عليهما بهذا الفضل العظيم قررا أن يجعلا جزءاً من هذا البيت صدقة جارية تستفيد منه أسرة يتيم أو معاق. بدأ الزوج في البحث عن هذه الأسرة واتصل بالجمعية الخيرية طلباً للمساعدة أياماً معدودة وإذا بالجمعية تتصل به تخبره بوجود المطلوب. شاب معاق حديث عهد بزواج دخله لا يتجاوز 1200ريال شهرياً. فرح صاحبنا بهذا المسكين وحمله إلى منزله الجديد ليتعرف على مكانه ومتطلباته أدخله المنزل أخذ المعاق في تقليب بصره في هذا المنزل الجميل. لا يكاد يصدق ما يرى. هل يمكن أن يكون هذا المكان مقراً يسكن فيه مع زوجته. ارتسمت على شفتيه ابتسامة لا شعورية. نظر إليها المتبرع بكل فرح وغبطة كادت الدموع تنهمر من عيني المتبرع. استشعر معنى إدخال السرور على قلوب الآخرين. عرف قيمة هذه الابتسامة البريئة من هذا المعاق المسكين. ابتسامة استشعر معها رضا الله سبحانه وتعالى وحلول بركته وتوفيقه. ابتسامة ذاق معها لذة وحلاوة الإحسان للآخرين. لذة لها حلاوة في القلب. لكنها نادرة إلا لمن وفقه الله. والله الهادي لكل خير.. [email protected]