مشكلة الكثيرين منا، أنهم يضخمون كل شيء، ويفرطون في كل شيء، في الحب والكره، فإذا أحبوا أفرطوا، وإذا كرهوا أفرطوا أيضا، فلا يوجد لديهم منطقة وسطى بين الحب والكره يدرسون فيها قراراتهم، حتى أحلامنا لم تسلم من انفعالاتنا، وقد روى لي أحدهم يوما كيف حرمه ذلك (الجاثوم) من نومه عندما جاءه في بداية نومه، فشعر أن هناك من يربض على صدره واضعا يده في عنقه، فبقى في محاولات فاشلة أن ينام دون فائدة حتى طلع الفجر، وقد اضطر أن يذهب في ذلك اليوم إلى عمله متأخرا والسبب ذلك (الجاثوم) الذي ربض على صدره وكاد يقتله، مما جعله يفكر أن يغير مكان نومه، وينتقل إلى مساحة أخرى في الغرفة حتى لا يعاوده ذلك (الجاثوم) الذي اعتاد أن يأتيه في ذلك المكان في بداية نومه أو عند الاستيقاظ!! إن من يتعرض إلى حالة صاحبنا فإنه سيعيش حتما حالة مرعبة لا تنتهي حتى يستيقظ الشخص من النوم، ويمر بمن يتعرض إلى هذه الحالة إلى عدم الاستطاعة على تحريك أي من أطراف الجسم، كما يمكن أن يصاحبه محاولة الصراخ للاستغاثة بالآخرين أو هلوسات مخيفة، واعتقاد البعض بأن (الجاثوم) عبارة عن جني يقبع على الصدر فيعوق التحرك اعتقاد خاطئ، فقد لا يعلم الكثير ان ما يسميه العامة (الجاثوم) هو ما يطلق عليه علميا ب(شلل النوم) وقد حاولت أن أبحث عن تفسير علمي عن هذه الحالة، وقد بحثت في شبكة الإنترنت عن موضوع عن (الجاثوم) كما يسميه العامة، ووجدت موضوعا، وكنت أتمنى أن أشير إلى كاتبه إلا أنه كان موضوعا منقولا، خلاصة الموضوع، أن أعراض شلل النوم أو (الجاثوم) تستغرق من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض من يتعرضون إلى هذه الحالة طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن يلامس أحد دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عند حدوث ضجيج، وقد أظهرت الدراسات أن 2% من المرضى، يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر. وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر، ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض حيث إن من الثابت علميا أن النوم يتكون من عدة مراحل احدى هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات خلال مرحلة الأحلام يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة، عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبر مان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك، وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون النائم في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتا، وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض بذلك، وتناول الموضوع شلل النوم وهل هو باقتراب الموت أو ما شابه مؤذ مؤذ؟ الآخر يعتقد أن حيث يظن البعض بأن ساعة الموت قد حانت، والبعض هنالك جني يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم، أكثر الناس يكون شلل النوم عندهم مصحوبا باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس، أو النوم القهري، والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة، ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم، والأشخاص المصابون بشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري، ومن ناحية أخرى فإن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحب للنوم القهري، فقد تم طمأنتهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي، وذكر أن شلل النوم تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم، ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح باتباع التالي: محاولة الحصول على القدر الكافي من النوم، والتقليل من الضغوط التي يتعرض لها الإنسان، وممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بوقت كاف، والمحافظة على جدول نوم واستيقاظ منتظم، وبعض الفرضيات تقول ان النوم على الجنب قد يساعد على التخلص من هذه النوبات.