هو محمد بن هندي بن عبدالله بن هندي بن حسن بن محمد بن عبدالله بن عمار العماري ولد في الرس عام 1327ه نشأته نشأ يتيم الأب حيث توفي أبوه بمرض الجدري في المدينةالمنورة في نفس العام الذي ولد فيه، حيث لم يره فكفله جده عبدالله بن هندي العماري فعاش متنقلا بين جده عبدالله ووالدته وعندما بلغ الخامسة من عمره انتقل جده عبدالله الى مدينة بريدة عام 1333ه، لطلب الرزق والمعيشة حيث عاش فيها وذريته موجودة ببريدة اليوم، وترك محمد المذكور عند والدته المتزوجة من رجل آخر. تعليمه تلقى تعليمه في كتاتيب الرس حيث تعلم القراءة والكتابة ثم قرأ القرآن الكريم حتى حفظه نظرا وحفظ بعض أجزاء منه. أعماله عندما بلغ سن العاشرة بدأ يعمل وهو صغير لكسب لقمة العيش وعندما بلغ سن العشرين، دخل عالم التجارة حيث اشترى جملا وبدأ ينقل عليه البضائع حتى استطاع أن يجمع مبلغا من المال ويشتري به خمسة وعشرين جملا ثم اصبح ينقل عليها البضائع بين البلدان متنقلا بين المدينةالمنورةوالرياضوبريدة والأحساء ثم الى خارج الجزيرة حيث وصل الكويت حتى اصبح من كبار الجماميل بالرس. وعندما أراد الملك عبدالعزيز بناء قصر المربع رغب ان يسقف القصر بخشب الآثل من القصيم فقام بعض أهل القصيم بنقل الاخشاب الى قصر الملك في الرياض وقام المترجم بنقل الأخشاب على جماله وكان عندما يريح الجمال ينزل الحمولة عنها لترتاح جماله ثم يعيدها.ثم بعد فترة دارت الأيام فأصبح من كبار تجار الرس بعد أن فتح له دكانا في سوق الرس شرق المسجد الداخلي القديم المسمى (العتيق) حيث كان يبيع عددا من أصناف التجارة كالقهوة والهيل والقمح والقماش وكان أكثر معاملته مع أهل البادية يقصدونه من القرى المجاورة للرس وكان يداين الناس ويصبر عليهم وكان كريما حيث كان يفتح بيته الواقع شمال شرق المسجد الداخلي قرب جوار بيت عبدالله سعد الدهلاوي حفيد أمير الرس سابقا ولا يأكل إلا مع ضيوفه وكان بيته كبيرا مكونا من دورين وله زوجات أربع. مزرعة هندية في عام 1358ه، فكر في الزراعة فقام بحفر بئر شرق الرس بين شعيب الحرمل وشعيب الخر وزرع فيها نخلا وبنى فيها قصرا وكثر نخلها ونتاجها وكان عملاؤه يقصدونه في هذه المزرعة وكان يعمل لديه في المزرعة أناس من أهل الرس من مزارعين وبناءين وحفار آبار بأجر. أعماله الخيرية كان قديما يقوم بشراء القمح من المزارعين في المواسم وكان يقوم بتوزيع ثمر نخله على المحتاجين من الفقراء والمساكين، كما كان يرسل تمورا للحرمين الشريفين كل سنة توزع في رمضان على الصائمين وكان له مستودع خيري مليء بالمواد الغذائية يقوم بتوزيع الأرزاق منه على المحتاجين من الفقراء والمساكين يتكون من الأرز والقهوة والهيل والقمح والشاي والسكر وغيرها. أما أكبر أعماله الخيرية بتبرعه للجهات الخيرية فهو على النحو التالي: 1- أربع أراضي للجمعية الخيرية بالرس. 2- أراضي لمكتب الدعوة والإرشاد بالرس. 3- أرض للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرس. 4- قام ببناء عدد من المساجد في الرس والقرى المجاورة. 5- التسديد عن المعسرين. وقبل وفاته بسنوات قام بإحراق جميع دفاتر الديون التي له عند الناس وذلك بحضور وشهادة ابنه الأكبر عبدالله وأخبره بأنه قد سامحهم وطلب منه ألا يطلبونهم في شيء. وجاهته كان رحمه الله صاحب رأي وتجربة وله جاه بين الناس وكان أحد وجهاء الرس، بعد توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - رغب في ترشيح أعيان للبلدان فرشح المترجم ضمن أعيان الرس وكان ممن اختاره لذلك الشيخ العلامة عبدالله بن محمد بن حميد - رحمه الله - قاضي القصيم (1) السابق. وفاته بعد أن كبر أصبح شبه مقعد وكان يدعو الله أن يأخذ أمانته دون ان يحتاج أحدا فمرض وخلال أيام قليلة حيث توفى ليلة 16-7 عام1420ه عن عمر ناهز الخمسة والتسعين عاما. بعد أن قدم خدمات لدينه ووطنه أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله. وقد خلف أولادا تسعة هم: 1- عبدالله وهو أكبر ابنائه وهو رجل أعمال وصاحب تعفف ودين 2- هندي وهو رجل أعمال 3- إبراهيم موظف سابق بالأحوال المدنية ورجل أعمال 4- عبدالرحمن موظف سابق بمستشفى الرس ورجل أعمال 5- عبدالعزيز وكيل وزارة مساعد بوزارة التربية ومدير التربية والتعليم بمنطقة الرياضبنين 6- علي مدير ثانوية الرس الأولى 7- سليمان مدرس سابق توفي عام 1421ه 8- محمد مدرس في المعهد العلمي بالرس 9- موسى موظف في إدارة التربية والتعليم في الرس. *** (1) الرس عبر التاريخ - عبدالله بن صالح العقيل - ص 166