يُقال: لكل واحد من اسمه نصيب وحظ.. فالحسن حسن، والقبيح قبيح.. فهل (طاشت) عقول جماعة (طاش ما طاش) وهم يتمادون في تهريجهم وسطحيتهم وتصنّعهم للضحك واستغلال جانب التسطيح والتهريج لمعالجة قضايا حساسة وخطيرة بأسلوب المهرجين (الأراجوزات)؟!.. فتحت ذريعة محاربة الإرهاب، صار الكثير يخوض في أمور دينية حساسة.. حتى تحولت محاربة وتعرية الإرهاب إلى النيل من (الدين ومظاهر التدين)!. ** هؤلاء أساؤوا استغلال (الحرية) التي توسّعت بعد خروجهم من تحت مظلة التلفزيون السعودي، وجعلوا من ذلك مبرراً للتجاوز والانفلات واختراق الخطوط الحمراء والنيل من قيم ومعتقدات دينية!.. وتجاوزوا إلى الإضحاك لمجرد الإضحاك، وإقحام ما لا ضرورة له من الموروث الديني في البناء الدرامي وجعله محلاً للسخرية والضحك.. دون شعور منهم بخطورة ما يفعلون وأنهم (يلعبون بالنار)!. ** واتهام المراكز الصيفية بتبنِّي فكر الإرهاب هي (شنشنة نعرفها من أخزم)، وهو اتهام مباشر للدولة التي أنشأتها وتشرف عليها.. وإذا كانوا غير هازلين وجادين في اتهاماتهم (لأنه لا يعرف جدّهم من هزلهم) فلماذا لا يحدّدون تلك المراكز بالاسم ويبلغون عنها الجهات الرسمية؟! ** وحتى بعيداً عن المس بالمحظور الديني ففي المسلسل انفلات من الناحية الأخلاقية، ويبدو هذا في الترويج للحفلات المختلطة والرقص والتبرج النسائي والإيحاءات البذيئة.. والظاهرة الأبشع هي (كثرة اللعن) كتعبير عن اللغة السوقية التي تسود هذه الحلقات.. ويبدو أن الإفلاس الذي ظهر على المسلسل في الأعوام الأخيرة ولّد لديهم قناعة بأن الخروج عن المألوف ومصادمة المعهود واختراق المحظور واقتحام الخطوط الحمراء هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وهج البرنامج واستمراره محوراً لأحاديث الناس والبقاء في ذاكرتهم ولو من الباب الخلفي!. شهادة المؤرّخ..!! الأستاذ عبد الله جار الله المالكي مؤرخ رياضي واتحادي عريق أنحى باللائمة على خروج الاتحاد من البطولة الآسيوية على الأجهزة الإدارية وحمّلها مسؤولية المشكلات التي تدور في النادي.. وقال: إن فيهم جواسيس و(نمّامين) ومثيرين للمشكلات ويعملون ضد مصلحة النادي.. وختم مقاله بقوله: وأسأل المدعو (...) أن يكشف عمّن سرّب المعلومات للأهلي المصري.. (ذكر اسم مدير تحرير مطبوعة رئيس الاتحاد). ** والشاهد هنا هي الحقيقة الأخيرة التي طلب المؤرخ من مدير التحرير كشفها بكل صراحة وشفافية.. وهي المعلومة التي أكّدناها قبل أشهر (أن أشخاصاً من داخل نادي الاتحاد هم من سرّب معلومات للأهلي المصري تكشف مخالفة تسجيل البرازيليين الثلاثة)، بدليل أن الإدارة (فصلت) وبشكل سري الموظف المتورط مباشرة في القضية!.. وهذا يكشف أكاذيب وافتراءات القائمين على مطبوعة رئيس الاتحاد عندما زعمت زوراً وبهتاناً أن هلاليين أمدُّوا الأهلي المصري بالمعلومات!.. وهو يأتي في سياق تشويه متعمّد للهلال وكل ما يمتّ له بصلة. ** والآن عقب انكشاف الحقائق لا نقول: يعتذرون.. وهم لن يفعلوا؛ لأن المخطئ هو من يعتذر، وهؤلاء يعلمون أنهم كانوا يكذبون.. ولكن نقول: ليتهم صمتوا وحفظوا ماء الوجه.. فلا زالوا يتمادون ويروجون لهذه الأكذوبة والفرية عند أي فرصة أو مناسبة.. بل حاول بعضهم على استحياء تكرار مثل هذه الأكاذيب مع الكرامة السوري.. ولكن يبدو أنهم شعروا أنها (ماصخة)، وأصبحت مسرحية مكشوفة.. فضلاً عن أن فوز الكرامة أفسد كل المخططات!. اللعبة الذهبية عندما سيطرت الطائرة الهلالية في الموسم المنصرم على بطولات الموسم وبمختلف الدرجات الثلاث.. لم تسعفني الفرصة للكتابة عن هذه اللعبة وضرورة معاملتها معاملة (تفضيلية وخاصة) في الهلال.. وأهمية دعمها بما يكفل استمرار هيمنتها وجعلها ترتبط بالهلال كما ارتبطت القدم بالهلال، وارتبطت السلة بأحد، واليد بالأهلي والخليج.. لعبة الكرة الطائرة لعبة نظيفة راقية تناسب نادياً كالهلال؛ فهي أقل الألعاب الجماعية مشكلات وقلاقل، وأبعدها عن المشكلات التحكيمية؛ لذا يستطيع الهلال التفوق فيها بسهولة. ** وما حدث من أزمة بين الإدارة وفريق الطائرة كلا الطرفين له فيها نصيب من الخطأ.. وإذا كانت الإدارة تلمح إلى أن اللعبة قد تتدهور بحجة عدم القدرة على القيام بميزانيتها وعدم وجود مموّل لها.. فهذا عذر غير مقنع؛ فقيمة عقد لاعب كرة قدم يكفي لتوفير ميزانية الكرة الطائرة لموسم كامل.. ولعل السؤال هو عن الألعاب الأخرى وكيف تسير أمورها المالية!!. * وفي حين تقف الإدارة هذا الموقف المتردد والغامض من هذه اللعبة الناجحة.. نجد للمفارقة أن الهلال (إدارة سابقة) تعيد مجدداً لعبة كرة اليد؛ هذه اللعبة الخشنة والكثيرة المشكلات والمشاجرات والأحداث التحكيمية.. وهي تعلم أن لعبة بهذه المواصفات لا تناسب الهلال.. وهو الأمر الذي أجبر الإدارة قبل ربع قرن على حل اللعبة على رغم أنها كانت تملك فريقاً هو الأقوى في ذلك الموسم.. ولكنه لم يستطع الصمود أمام الاستهداف التحكيمي والحرب الإعلامية والخشونة والإصابات التي لحقت بلاعبي الفريق.. فعمدت الإدارة إلى حل اللعبة على طريقة (ابعد عن الداب وشجرته).. لذا أرى أن تتخذ الإدارة قراراً شجاعاً بحل هذه اللعبة العنيفة مجدّداً وتحويل ميزانيتها ونفقاتها إلى لعبة الكرة الطائرة. ما لجرح بميت إيلام..!! جمهور النصر (ياكل الجو) ويقدم ثقافة جديدة وجميلة عنوانها (ليس بالبطولات يعيش المشجع)!! ولا داعي لتقاطع فريقك أو تحتج عليه بسبب إخفاق أو هزيمة ولو أصبحت الإخفاقات متلازمة مع الفريق ك(متلازمة داون)!.. ثقافة جديدة تقول: لا بدَّ أن تقتنع بفريقك ولو غاب عن البطولات عشرة أعوام ولو ابتعد عن المنافسات بجميع أشكالها وألوانها ولو خسر بأربعة من فريق صاعد. ** هي ثقافة جديدة على مستوى جماهير الأندية الكبيرة تحديداً.. لأن هذه القناعات وهذه الثقافة هي السائدة لدى جماهير (أندية الوسط)؛ فهي لا تحكم علاقتها بناديها ببطولات أو إنجازات فهي قنوعة جداً.. فكسب مباراة يمسح أي إخفاقات سابقة.. فالفوز بمباراة أو مباراتين أو الخسارة بهدف والاستمرار في الدوري الممتاز هو أقصى طموحاتها وأعظم إنجازاتها. ** قد تكون السلبية في الحالة التي لدينا أن البعض قد يصنّفها من باب (ما لجرح بميت إيلام)، وأن الجمهور الأصفر تطبّع على الابتعاد عن البطولات والبعد عن المنافسة واعتاد على ذلك.. وصار مجرد الفوز بمباراة يمسح كل إخفاق أو فشل سابق!.. على أساس الحقيقة التي تقول: (كلما كان الفريق قريباً من البطولات كان الجمهور يحاسبه بشدة على أي إخفاق.. وكلما تقادم عليه العهد بُعداً عن البطولات والإنجازات تطبّع الجمهور عليه واعتاده وقلّت حماسته وانتهى زمن المحاسبة).. وصار قنوعاً يفرح بتسجيل هدف، ويطبل لترقيصة مدافع ولو خرج الفريق خاسراً.. ما سبق قد يكون صحيحاً إلى حدّ ما.. وربما هذا يفسّر ما كتبه أحدهم من أن تسجيل النصر للهدف الأول أمام الاتحاد يعني أن (نصر زمان عاد)!! ** أيضاً خلط البعض بين (الشعبية) ومتابعة الجمهور لفريقه، وجعل من المتابعة دليلاً على الجماهيرية!.. وهذا استنتاج خاطئ؛ فربما فريق يملك جماهيرية محدودة ولكنها تتابعه كما هي (أندية الوسط)!.. وفريق آخر ذو جماهيرية كبيرة ولكنها قد تقاطع الفريق لأنها غاضبة من إخفاق أو تفريط ببطولة.. ورب جماهير فريق تملأ زاوية من الملعب وينظر إليها على أنها كثيفة وتوصف بأنها متابعة ووفية مع فريقها.. في المقابل قد يملأ جمهور فريق نصف مدرجات الملعب ولكن يُنظر إليه على أنه حضور قليل، وقد يُفسَّر بأن الجمهور يقاطع فريقه.. (فالأمر هنا نسبيّ). ** على كل حال، جمهور النصر الوفي يعيد سيرة جمهور الاتحاد الذي سبق أن وصف خلال (الأزمنة العجاف) بالوفا والصبر مع فريقه الذي كان يخرج من إخفاق إلى آخر، حتى إنه لم يقدم لجمهوره خلال ثلاثين عاماً غير أربع بطولات!.. والآن جمهور النصر أسوة بجمهور الاتحاد يرفع شعار (تعلّم الصبر؛ فأنت في النصر). (داعس ومدعوس)!! شُنّت حملة إعلامية صفراء سريعة وقائية بعد مزاعم أحد الصحفيين أن لجنة الانضباط قد تُوقف لاعب النصر عبد الرحمن البيشي عقب تعمّده (دعس) يد الحارس مبروك زايد.. أنا شخصياً لم أشاهد الحادثة؛ لأنني تابعت بعض أجزاء من المباراة.. ولكني على يقين أنه لن يصدر أي إيقاف أو خلافه؛ لأن هذا مخالف للعرف والسائد، وهو ما حدث عندما نفى الأمين العام وجود أي نية لإيقاف اللاعب بحجة أن الحكم منحه الورقة الصفراء!. ** من أرادوا الدفاع عن اللاعب ولعدم القدرة على نفي حادثة الدعس ذهبوا للحديث عن كوع أحد اللاعبين وعدم معاقبته.. مع أن الحقيقة أن الضربة الكوعية الحقيقية والخطرة هي التي تأتي من علو ومن مسافة وتكون نحو رأس الخصم أو قريباً منه (واسألوا كنيدي).. ولم نعلم أن أحداً يضرب بكوعه بطن لاعب إلا إذا كان ملاصقاً له تماماً.. بدليل أنها حدثت أثناء تنفيذ ضربة ركنية، ونعلم ما يحدث من المدافعين تجاه المهاجمين من (تحضين) أو القبض عليه بمسكة من الخلف.. فما حدث ردّ فعل من المهاجم على تصرفات المدافع القابض عليه من الخلف والملاصق له تماماً بأن وكز بطنه بكوعه كردّ فعل، وهذه عقابها لا يتجاوز بطاقة صفراء فيما لو شاهدها الحكم. ** بالعودة إلى حادثة (الدعس) فلاعب ينتمي لأحد الأصفرين (وخصوصاً النصر) لا خوف عليه من الإيقاف.. وأرى أن هناك مبالغةً في التركيز على هذه الحالة، فلو راجعنا مباراة الفريقين سنجد حالات كثيرة حدث فيها احتكاكات بين لاعبي الفريقين طُبِّقت فيها أنواع من حركات المصارعة والكاراتيه مرت مرور الكرام دون رد فعل لا من الحكم ولا من الإعلام ولا من اللجنة.