إن فقد الأحبة من أعظم وأقسى ما يتذوقه المرء من المرارات في هذه الحياة الفانية، ولقد فجعنا يوم الجمعة الخامس عشر من شهر شعبان لعام الف واربعمائة وسبعة وعشرين، كما فجع أبناء قبيلة الظفير كافة بوفاة الخال الشريف معجون بن الحميدي بن ظاهر بن قاف اباذراع شيخ الصمدة من قبيلة الظفير بعد عمر مديد مبارك قضاه في طاعة ربه عزوجل وخدمة أهله وأبناء عشيرته ومساعدتهم وقضاء حوائجهم والسعي في مصالحهم.. عُرف -رحمه الله- بالكرم والتواضع الجم ودماثة الخلق وصفاء النفس وطيبة القلب ونبل السجايا وحميد الخصال، لذا أحبه القريب والبعيد وحزن لفقده الجميع ولا يستغرب هذا فهو رحمه الله من ذرية طاهرة مباركة من اشرف بيت وجد على وجه الارض فخرا وحسبا ونسبا فنسبه يعود إلى الشريف حسن ابا ذراع من ذرية السادة آل قتادة أمراء مكة من ذرية سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب -رضي الله- عنهما وقد تواتر هذا النسب عند ابناء القبيلة كما اثبته النسابه السيد عبدالله الحسني من ديوان الاشراف في الكويت وقد وجد ذلك في مخطوطة تعود الى القرن التاسع الهجري، كما أكده النسابه صفي الاسلام احمد بن محمد الاسدي وشيخه نسابة الاشراف الشريف سرداح الحسيني ومما يسلينا جميعا انه توفي رحمه الله يوم الجمعة وقد اخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ان من مات ليلة الجمعة او يومها وقاه الله فتنة القبر وقد جمع رحمه الله ابناءه جميعا عند وفاته وقال لهم انا بخير والحمد لله وسوف اذهب الى والدي وكان خلال ذلك في ثبات وطمأنينة تامة وسكينة غامرة فخرجت روحه الى ربها راضية مرضية ان شاء الله ونسأله بكرمه ان يقال لها ادخلي في عبادي وادخلي جنتي. اللهم اغفر لابي بندر وارحمه واكرم وفادته واجعل الجنة سكناه والفردوس الأعلى نزله ومأواه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وبارك اللهم في ذريته والهمهم جميعا الصبر والسلوان وفي ختام مقالتي هذه يسرني ان اشيد بالقائمين على هذه الجريدة المباركة واشكرهم على نشر مثل هذه المقالات في صفحة الرأي والتي يبث عبرها القراء شجونهم وهمومهم ومشاعرهم افراحا واتراحا فهي حقا متنفس للقراء ومساحة طيبة للتعبير عن المشاعر، ونشر الفكر ومخاطبة الجمهور وشكراً من الاعماق لرئيس التحرير ومحرر هذه الصفحة على ما يبذلونه من جهود مباركة في خدمة الدين والوطن وقراء جريدة الجزيرة الغراء.