أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مؤخراً مرحلة استلام الأفكار من المتسابقين في المسابقة العالمية للتصميم العمراني للمجاورة السكنية، التي تنظمها تحت شعار (الحي السكني.. سكن وحياة)، وذلك بالتزامن مع ندوة الإسكان الثالثة في 7 ربيع الأول 1428ه الموافق 25 مارس 2007م، وترمي المسابقة إلى دعوة متخصصين محليين وعالميين لتقديم أفكار عملية ومبتكرة، لتحقيق بيئة عمرانية متميزة للأحياء السكنية في العاصمة. وقد بلغ مجمل عدد الأفكار التي وصلت من المتسابقين (73) فكرة، منها (17) فكرة من فئة الطلاب (56) فكرة من فئة المهنيين، وقد توزعت الأفكار على عدد من الدول حيث وصلت المشاركات من (35) دولة مختلفة، وكان للمملكة النصيب الأوفر منها حيث بلغت المشاركات من داخل المملكة (18) مشاركة. ويتمثل موضوع المسابقة في إعداد تصميم عمراني ل(مجاورة سكنية)، تتحقق فيها احتياجات السكان المادية والمعنوية، وذلك عن طريق استنباط مسطحات وأشكال الأراضي للاستعمالات المختلفة، واقتراح المعالجات العمرانية المناسبة لكل استعمال، وتصميم حركة المشاة والسيارات وعناصر تنسيق الموقع، لخلق بيئة سكنية ناجحة وفق متطلبات هذا العصر. و(المجاورة السكنية) هي حيز عمراني سكني، يهدف إلى خلق بيئة سكنية إنسانية مترابطة، تتوفر فيها الخدمات والمرافق العامة المطلوبة، ويتراوح عدد سكانها ما بين خمسة وسبعة آلاف نسمة. وتم اختيار موقع المجاورة السكنية في حي حطين بشمال مدينة الرياض، على مساحة إجمالية تبلغ 83 هكتاراً. فئات المشتركين قسمت المسابقة المشتركين في منافساتها إلى فئتين (المهنيين والطلاب) من المعماريين والعمرانيين والمخططين من جميع أنحاء العالم، ويقصد بفئة المهنيين كل من تخرج من كليات أو أقسام العمارة أو تخطيط المدن أثناء فترة التسجيل في المسابقة أو قبل ذلك، من الحاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها كحد أدنى. أما فئة الطلاب فيقصد بها كل من هو مسجل أثناء فترة التسجيل في المسابقة كطالب في إحدى كليات أو أقسام العمارة أو تخطيط المدن، للحصول على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها، فيما يعتبر المسجلون للدراسات العليا (دبلوم، ماجستير، دكتوراه) من فئة المهنيين وليس الطلاب. وتسمح المسابقة بالمشاركة الفردية أو كمجموعات من المهنيين أو الطلاب، دون تحديد حد أقصى لعدد أفراد المجموعة الواحدة، التي يجب أن يكون أعضاؤها من فئة واحدة. لجنة التحكيم تتكون لجنة التحكيم في المسابقة من مجموعة من الأكاديميين والمهنيين (الممارسين) المتخصصين في مجال التصميم العمراني، محلياً وعالمياً، وتتم عملية التحكيم على مرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى: يتم فيها فحص الأعمال من قبل اللجنة الفنية، وذلك للتأكد من استيفاء جميع متطلبات المسابقة، وفي حالة عدم استيفاء المتسابق تلك المتطلبات سيتم الاعتذار عن عدم قبوله في المسابقة. المرحلة الثانية: تقويم الأفكار من قبل لجنة التحكيم لتقويم المشاريع واختيار الفائزين من المهنيين والطلاب بالاستناد إلى معايير التحكيم. وقد هدفت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال طرح هذه المسابقة إلى إيجاد هوية محلية للمجاورة السكنية، من خلال طرح أفكار عمرانية تترجم الاحتياجات الحالية للأسر السعودية كمجتمع إسلامي عربي، وتعزيز الإحساس بالانتماء للحي وتقوية شعور المجتمع الواحد بين سكانه، واقتراح أنماط للمساكن تحقق احتياجات السكان بمختلف مستوياتها المادية، بما في ذلك توفر الخصوصية لكل وحدة سكنية، وتنشيط الترابط الاجتماعي بين السكان، وتوفير متطلبات السكان من الخدمات العامة (ثقافية، اجتماعية، ترفيهية..إلخ) وتوزيعها بشكل متوازن على مستوى المجاورة السكنية والحي. كما تهدف المسابقة إلى مراعاة الاعتبارات الجمالية في بيئة الأحياء السكنية، من خلال طرح أفكار تصميمية لعناصر الفراغات الخارجية فيما يخص (الأشجار، الأرصفة، الأسوار، اللوحات بأنواعها، الإضاءة، الألوان.. إلخ)، وتحقيق الأمان في المجاورة من خلال التصميم العمراني الذي يوفر ترابطاً بين عناصره المختلفة على مستوى المجاورة والحي، ويضفي الحيوية على الشوارع والساحات الداخلية للمجاورة، إضافة إلى تحقيق مطلب السلامة للسكان من حيث الفصل بين الحركة المرورية للسيارات والمشاة. وسيتم مراعاة عنصري الاقتصاد والاستدامة في الأفكار التي يطرحها المتسابقون، من خلال توزيع وتوظيف المساحات بشكل عملي، وعدم المبالغة في تكاليف تنفيذ وتشغيل وصيانة المجاورة، لتمثل الأفكار في مجملها فرصة كبيرة لتطبيقها في الأحياء السكنية الجديدة، وتساهم في تثقيف الجهات المعنية بالتخطيط والتصميم العمراني في المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بموضوع المسابقة.