أخذ يتجول في الحديقة لوحده.. يجر خطواته بأسى.. تعب من التنزه أو لنقل تعب من الذكريات.. جلس على كرسي في إحدى الزوايا البعيدة.. أخذ ينظر للناس.. هو لا يريد استحضار ذكرياته كعادته؛ هو يريد الاستمتاع بجمال الحديقة ومشاهدة الناس.. وجد بالقرب منه طفلاً صغيراً في الخامسة من عمره يلهو ويقفز.. لفت انتباهه أن الطفل كان يرتدي رداء أزرق وأحمر له شراع من الخلف.. نعم إنه رداء (السوبر مان) بطل أفلام الكارتون.. يااااه.. كم أثار هذا الطفل عدة ذكريات.. عادت له الذكريات من جديد..! لاحت له ذكرى طفولته حينما كان بعمر هذا الطفل، كان يظن أن البطولة أن تكون مثل سوبر مان أو غرندايزر. كنت أظن أن البطل الشجاع هو الشخص القوي الذي يطير.. يا لبراءة الأطفال، ثم أخذ ينظر إلى الناس من حوله.. الكل يبتسم مع الآخر ابتسامات صفراء.. كذب نفاق.. زيف غش وخداع.. مجرد أقنعة تتجول من مكان لآخر.. أقنعة ضاحكة.. آااه.. لم أكن أعرف الحقيقة إلا بعد أن كبرت.. حقيقة البطل أو البطل الحقيقي.. البطل هو من يستطيع أن يحافظ على طهارة قلبه وصفائه مهما رأى من ظلم الآخرين وغدرهم.. هو من يرفض ارتداء أي قناع مهما رأى الكثير ممن يتسربل بالأقنعة.. يصر على أن يبقى بابتسامته النقية.. ثم أخذ يتأمل مرة أخرى في الأقنعة التي حوله.. آااا عفواً في الناس من حوله..!