اطلعت على ما كتبه الأخ الشاعر علي المفضي في صفحة مدارات شعبية بهذه الجريدة يوم 19-7-1427ه عبر زاويته (فضاء) حيث تطرق إلى موضوع البحر الهلالي من الشعر الشعبي وندرة ما ينشر من هذا البحر في الوقت الحاضر. والحقيقة أن طرح مثل هذا الموضوع جدير بالمناقشة والأهمية بالنسبة للشعراء ولمتذوقي الشعر الشعبي؛ فالمعروف أن بحر الهلالي هو أعرق بحور الشعر الشعبي وأشهرها؛ فأقدم ما قرأناه من الشعر الشعبي كان على هذا البحر الجميل، كما أنه أقرب البحور إلى الشعر العربي الفصيح، بل إن بعض أبيات قصائده عربية فصيحة مستقيمة الوزن بحسب من يقرأها على أنها من الشعر الفصيح، أما وزنه فإنه يختلف عن أوزان بحور الشعر الأخرى؛ فوزنه دقيق للغاية، لكن الشاعر المتمكن لا يجد أي صعوبة في كتابته والالتزام بأوزانه، وقد برز في هذا اللون من الشعر عدد من الشعراء في الماضي والحاضر، أما الانصراف عنه وعن نشره هذه الأيام فربما يعود إلى عدم استيعاب وزنه لدى الكثير من القراء والشعراء، ولطول القصيدة الهلالية؛ فمعظم قصائد هذا اللون طويلة قد تتجاوز الثلاثين أو الأربعين بيتاً، ومن النادر أن تجد قصيدة هلالية قصيرة كقصائد البحور الأخرى، ولهذا النوع من الطرق عشاقه ورواته، وتحفل دواوين الأشعار الشعبية القديمة بالكثير منه، وكذا بعض دواوين الشعراء المعاصرين في المملكة ودول الخليج العربية. ناصر بن عبد الله العاصم وزارة التربية والتعليم -التربية الخاصة