تشهد مدينة بريدة (عاصمة التمور) اليوم الجمعة الانطلاقة الرسمية لموسم التمور للعام الهجري 1427ه وسط تظاهرة اقتصادية زراعية تجارية يشهدها السوق العالمي لبريدة والذي توجها بلقب العاصمة. أمين منطقة القصيم بالإنابة المشرف العام على اللجان المشكلة لسوق التمور المهندس صالح الأحمد ذكر ذلك ل (الجزيرة) مبيناً أن موسم التمور ببريدة قد بدأ فعلاً قبل عدة أسابيع حيث نشطت حركة البيع في الأصناف المبادرة من التمر ثم شمل البيع كل الأصناف الأخرى مشيراً إلى أن الانطلاقة الفعلية للموسم تبدأ اليوم حيث يعيش السوق ذروة حضوره وتوهجه زاد من الإقبال على الشراء قرب شهر رمضان المبارك لا سيما التمور التي سيتم تصديرها من بريدة إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الإسلامية والعربية نظراً للإجراءات والفسوحات التي تستغرق وقتاً طويلاً. وأضاف المهندس الأحمد أن السوق بازدياد مطّرد وملحوظ عاماً بعد عام الأمر الذي جعل الأمانة تبحث دائماً عن حلول جذرية تواكب حركة السوق واحتياجاته التنظيمية والخدمية. مشيراً إلى أن رعاية انطلاقة الموسم واحدة من الخطوات التي اتخذتها الأمانة خدمة لهذا السوق العالمية حيث تسعى الأمانة إلى أن يكون هذا الموسم متفرداً بالتميز من كل الجوانب فهذه الرعاية ستكون كما هي مختلفة تماماً عن الأعوام الفارطة ورعاية الانطلاقة تعدها الأمانة إضاءة وتحضيراً لمهرجان التمور الذي سيكون في غضون الأشهر القليلة المقبلة في إطار تنظيمي راقٍ ورؤية مستقبلية تليق بعاصمة التمور بريدة.. حيث سيكون المهرجان سنوياً وبمشاركات راقية تضمن بإذن الله تفعيله محلياً وعربياً ودولياً. وتطرق الأحمد إلى الاهتمام الذي توليه الأمانة بالنخلة موضحاً أن الأمانة تدرك جيداً مدى أهمية النخلة بالنسبة لبريدة كثروة وطنية من جهة ولأنها الأكثر جمالاً وأقل كلفة والأقدر على تحمل الظروف المناخية.. كما أنها أقل المزروعات من حيث المخلفات الموسمية التي تؤثر على مستوى الثقافة.. مؤكداً أن من أولويات الأمانة في إطار التشجير وتوسيع رقعة المساحات المزروعة الاهتمام بالنخلة كخيار مهم في هذا الاتجاه.. وقال: إننا في الأمانة سنعمل حتماً من أجل بريدة التي نعدها عاصمة فعلية للنخيل وللتمور وستحظى الميادين والطرق بحضور فعلي للنخلة وبتوسع ملحوظ متى ما كانت المواقع مناسبة ومثالية. وتطرق الأحمد إلى سوق التمور ببريدة واصفاً إياه بالعالمي الذي يتفرد بالعديد من المواصفات المطلوبة كالقوة الشرائية وتنوع العرض وجودة المعروض مؤكداً أن أعداد النخيل المثمرة في مدينة بريدة قد تجاوز بالفعل الثلاثة ملايين نخلة وهو رقم فلكي ساهم في تعزيز الثروة الزراعية في المملكة بوجه عام ومنطقة القصيم على وجه الخصوص والنخيل المثمرة في مدينة بريدة تجاوز حجم إنتاجها 200.000 طن. كما أن المبالغ المتداولة سنوياً في سوق تمور بريدة تجاوزت حاجز المليار ونصف المليار ريال وربما اقتربت من الملياري ريال هذا الرقم يؤكد جدارة سوق بريدة وكفاءته كواحد من أشهر الأسواق العالمية وأكثرها نشاطاً في تجارة تعد موسمية. وأضاف أن كميات التمور التي تخرج من السوق بشكل يومي عبر برادات كبيرة جعل الأمانة تخصص عدداً من المواقع القريبة كمواقف لتفريغ الحمولات من السيارات الصغيرة إلى سيارات النقل. وأشاد الأحمد بتفاعل الجهات الرسمية كالمرور وفروع وزارة الزراعة والمؤسسات والشركات الخاصة العاملة في هذا السوق كشركات الدلالة والتسويق وصناعة التمور. وتطرق الأحمد إلى أن الأمانة إلى جانب رغبتها الكبيرة في تنظيم سوق التمور فإنها تحرص كثيراً على الجوانب الصحية للمستهلك حيث تعمد صحة البيئة في الأمانة إلى أخذ عينات التمور وفحصها مخبرياً للتأكد من خلوها من الأمراض أو المبيدات الحشرية التي قد يستخدمها بعض المزارعين مشيراً إلى أن الأمانة لم تسجل حتى الآن أي حالة مرضية أو آفة زراعية في تمور بريدة.. بل حتى المبيدات التي تستخدم في الرش منذ العام الفائت تركزت على المبيد العضوي الذي لا تتجاوز فترة تحريمه اليومين فقط وهذا يعكس ارتفاع نسبة الوعي لدى المزارعين وحرصهم على أن تكون تمور مزارعهم ذات جودة عالية حتى بعد فترة التخزين وهو الأمر الذي بعث على الاطمئنان سواء لدى الجهات الرسمية أو حتى المستهلك. وعن الاستعدادات لانطلاقة الموسم قال الأحمد: بدأت أمانة منطقة القصيم منذ وقت مبكر الاستعداد لموسم التمور بمدينة بريدة لهذا العام حيث شكلت عدة لجان تنظيمية للموسم وهي على النحو التالي: - المشرف العام المهندس صالح بن أحمد الأحمد. - المدير التنفيذي الأستاذ خالد بن سليمان العضاض. - الإدارة الفنية ويرأسها الدكتور خالد بن عبدالعزيز النقيدان. - لجنة العلاقات والإعلام ويرأسها الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله المهوس.. وغيرها من اللجان مشيراً إلى أن أمانة منطقة القصيم قامت بتجهيز سوق التمور الكبير بمدينة بريدة لموسم 1427ه حيث تم تكثيف الجهود والعمل الدؤوب من جميع أقسام وإدارات أمانة المنطقة وقامت بأعمال ملموسة وجهود مميزة على أرض الواقع تمثلت بالآتي: - تم تجهيز مواقف للسيارات في الجهة الجنوبية من السوق وكذلك الجهة الشرقية حيث تمت سفلتة جميع الساحات المحيطة بالسوق وكذلك الجهات الغربية بجوار شارع الصباخ. - تحسين التقاطعات المحاذية للسوق وإعادة تهيئتها وسفلتتها. - تم تهذيب الأرصفة وكذلك دهان جميع الأرصفة المحاذية لمنطقة السوق. - العمل على تجهيز غرفتين للحراسات الأمنية ولفرق المرور في الموقع وتم فرشها وتكييفها. - تم التعاقد مع شركة حراسات أمنية للسوق بعدد 12 حارساً أمنياً. - تخطيط الساحة المخصصة للحراج بحيث يكون ممراً للسيارات وممراً للمشاة بطول السوق ليصبح هناك عدد 16 ممراً للسيارات. - تم تنفيذ مظلة في الجزء الشمالي للسوق وذلك لتقي البائعين و المتسوقين من شدة حرارة الشمس. - وضع وتزيين موقع السوق بأعلام المملكة العربية السعودية ودهان السواري الموجودة في جميع أنحاء الساحة وكذلك تغيير الإضاءة الموجودة بالساحة. - دهان دورات المياه وتخصيص عامل لكل دورة مياه في السوق ودهان جميع الحواجز الخرسانية وتوحيد ألوانها. - تم تهذيب جميع الأشجار المحيطة بالسوق. وأضاف المهندس الأحمد إلى أنه تم تخصيص المظلة رقم (4) في السوق الشمالي لبيع التمور بالتجزئة والمظلة رقم (3) للتصدير. كما تم وضع خيمة الضيافة لاستقبال الجمهور والزائرين للسوق يتم من خلالها توزيع المياه والعصائر بالإضافة إلى القهوة العربية والشاهي والتمور. وتم وضع لوحات في جميع أنحاء المدينة والطرقات الرئيسة تدل على السوق وبداية موسم مهرجان التمور. كما تم فتح مواقف القبو الواقعة شمال سوق التمور فيما تم وضع كشافات إضاءة قوية للسوق الشمالي في المظلات الشمالية. إضافة إلى ذلك فإن مداخل بريدة الرسمية ستكون نافذة للتعريف بانطلاقة موسم تمور بريدة من خلال الإصدارات والمطويات والنشرات التوضيحية التي تلقي الضوء على هذا السوق.