(.. من مال الله.. أعطونا مما أعطاكم الله.. لله يا محسنين).. كلمات يصدح بها أصحاب النفوس الضعيفة ليستدروا بها عاطفة أصحاب القلوب الرحيمة في سبيل البذل ونيل ما في جيوبهم لنفوس قويت واستشرى خطرها حتى أصبحت داء يصعب القضاء عليه، وأصبح هؤلاء المتسوِّلون مرضاً يدب في المجتمع ووباء يصعب علاجه. فلقد امتهن هؤلاء المتسوّلون وأبدعوا في إيجاد سبل وحيل يستطيعون من خلالها الحصول على ما يريدون أو بعضه من بعض المحسنين دون رادع من دين أو نظام أو خلق، متجاهلين بذلك ما تعكسه هذه الظاهرة من نتائج سلبية على مجتمعنا وما أنعم الله به علينا. إننا في هذه البلاد الكريمة رعاها الله لا ننكر وجود الفقر، كما لا ننكر دور حكومتنا الرشيدة في السعي الحثيث والمتواصل للقضاء على الفقر عن طريق العديد من الجهات والمؤسسات والجمعيات الخيرية من أجل سد حاجة هؤلاء المحتاجين وتتبع حالاتهم دون الحاجة للتحايل ومد اليد للناس ولكن المتمعن في أحوال هؤلاء يرى أننا الداعم الأكبر للمتسوّلين ولانتشار هذه الظاهرة، حيث إننا وبشكل غير مباشر نساهم في دعم هؤلاء بإعطائهم ما لا يستحقونه وتشجيعهم بحجة طلب الأجر وحسن النيَّة دون السعي إلى التثبّت والسؤال. ولو أننا نسعى لإعطاء كل مستحق وتحري الصدق وتوجيه هذه المبالغ التوجيه الصحيح سواء على مستوى مع الجهات الرسمية لدعمها ومساندتها في جميع ما تحتاج إليه من مساعدات أو إيصالها ولكن للأسف نسيء من حيث ننوي الإحسان ثم نلقي باللائمة على مكافحة التسوّل أو غيرها، متناسين أننا الداعم الأكبر للتسوّل.