كانت القاهرة على موعد مع فنان العرب محمد عبده في إطار مهرجان السياحة والتسوق الذي تستمر فعالياته حتى 19 أغسطس الجاري. وفي أسبوع واحد قدَّم فنان العرب حفلين من أنجح الحفلات التي شهدتها القاهرة في السنوات الأخيرة. سابقة فنية وقد اختارت إدارة المهرجان قاعة (فرحتي) بفندق جراند حياة، وهي أكبر قاعة حفلات بفنادق القاهرة، لتكون مقراً للحفلين، وذلك بسبب الإقبال الجماهيري الضخم الذي تشهده حفلات فنان العرب حتى تستوعب الأعداد الغفيرة من محبي وعشاق الطرب الأصيل للفنان محمد عبده. كما حجزت أكثر من مكان مميَّز بشوارع وميادين القاهرة للإعلان عن الحفلين في سابقة لم تشهدها مصر من قبل بأن يقدِّم مطرب عربي حفلين في مهرجان واحد خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع. وقد صاحب فنان العرب محمد عبده في الحفلين فرقة المايسترو عماد عاشور، وهي تضم مجموعة من أبرز العازفين الذين يصاحبون أصوات عمالقة الغناء العربي. بروفات للحفلين وقبل كل حفل حرص فنان العرب على إجراء بروفات مع أعضاء الفرقة على مجموعة الأغنيات التي سيقدمها في كل حفل، وهذا التقليد الذي يحرص عليه فنان العرب محمد عبده أصبح نادراً ولا يلتزم به إلا الفنان الغيور على فنه والحريص على استمرار علاقته بجمهوره وعلى تاريخه الفني. في الوقت المحدد للبروفة، ودائماً تكون في قاعة الحفل، الجميع يأتي لإجراء البروفة.. الفرقة مكتملة.. وبعد دقائق قليلة من وصول أعضاء الفرقة وجلوسهم في أماكنهم يصل المطرب محمد عبده والابتسامة ترتسم على وجهه.. ويبدأ في مصافحة كل عضو من أعضاء الفرقة.. وبعد حوار قصير مع المايسترو حول برنامج الحفل ينطق الجميع في نفَس واحد: (بسم الله الرحمن الرحيم)، لتكون الشارة لانطلاق البروفة. القاعة خالية من الجمهور.. ولا يتواجد فيها إلا مجموعة من العاملين بالفندق يشرفون على تجهيز أماكن جلوس الجمهور.. وبمجرد أن يبدأ فنان العرب في الشجو يترك كل عامل ما في يده ويقف في مكانه وينظر إلى خشبة المسرح مستمعاً إلى طرب أصيل يشدو به محمد عبده.. وبمجرد الانتهاء من الكوبليه الأول تضجُّ القاعة بتصفيق العاملين وعدد من رواد الفندق ظلوا واقفين داخل وخارج قاعة الحفل أثناء البروفة لسماع صوت محمد عبده.. والغريب أن معظمهم من الشباب كدليل على أن عشاق الغناء الأصيل لم يختفوا من الساحة كما يشاع. شدو فنان العرب بعد البروفة مباشرة توجَّه محمد عبده لتناول غدائه والاستعداد للحفل المحدد له بعد ساعات قليلة، وليخرج الجميع من القاعة على موعد باللقاء قبل الحفل بوقت كافٍ. في هذه الأثناء تبدأ إدارة المهرجان في تنظيم دخول وخروج جمهور الحفل وجلوس كل شخص في مكانه.. وقبل موعد الحفل بثلاث ساعات يتوافد الجمهور على الفندق، وهم في الغالب لا ينتمون إلى جنسية عربية واحدة، فبينهم تجد الجمهور الخليجي، والجمهور المصري، والجمهور التونسي، والجمهور السوري، والجمهور المغربي.. جميعهم جاؤوا لقضاء سهرة ممتعة ورائعة مع طرب لن يتكرر، مع فنان العرب محمد عبده. في الحفل الثاني اختار محمد عبده مجموعة من أغانيه بدأها بأغنية بعنوان: (ها ليله)، ومجموعة أخرى من أغنياته التي تشكل محطات بارزة في مشواره الفني الحافل؛ مثل (الأماكن) وغيرها. قلعة فنية وصرح المسؤول الإعلامي لمهرجان السياحة والتسوق أن حفلات مطرب كفنان العرب محمد عبده تمثل أهم حدث فني يشهده المهرجان، وهي تعدُّ عاملاً أساسياً في نجاح المهرجان كل عام بسبب الجمهور الغفير الذي يحرص على حضور حفلاته، وأن المهرجان هذا العام قرَّر الاتفاق مع فنان العرب محمد عبده على تقديم حفل آخر نتيجة الزحام الجماهيري الشديد على الحفل الأول يوم 30 يوليو الماضي، وفي كل حفل فاجأ محمد عبده جمهوره ببرنامج غنائي رائع يدلُّ على شموخ فني كبير وفنان يعرف جيداً وصفة التألق السحرية بالثقة في النفس واحترام جمهوره وعشاق فنه وصوته. على هامش الحفل - اعتاد فنان العرب مع كل حفل نقل إقامته إلى الفندق؛ حيث ينزل من غرفته مباشرة إلى قاعة الحفل، سواء كانت بروفة أو لإحياء الحفل. - يحرص محمد عبده على الغناء واقفاً أثناء البروفة (عدد كبير من المطربين يجلسون أثناء البروفة). - حوار جانبي دار بين فنان العرب محمد عبده وبعض العازفين أثناء بروفات الحفل الثاني. - المايسترو عماد عاشور أكد ل(الجزيرة) أن هناك توأمة فنية تربطه بمحمد عبده، وأنه أهم قلعة فنية أصيلة. - عدد من الجمهور الذي حرص على متابعة البروفات صعد إلى خشبة المسرح لتحية فنان العرب والتقاط الصور التذكارية. - عدد من الجمهور طالب بحفل ثالث لمطربهم محمد عبده بسبب الزحام الرهيب على حجز أماكن لهم في الحفل.