أحببت أن أشير إلى مقال عبد الله بن بخيت (الشيخ وطريق الأنوار) الذي نشر في جريدتكم الغراء في يوم الأربعاء الموافق 8 من رجب 1427ه في العدد 12361 فلقد لاحظت في مقال الكاتب عبد الله بن بخيت تحاملاً واضحاً على فضيلة الشيخ صالح الفوزان؛ حيث أشار إلى أن الشيخ منذ بدأ الدخول في الحوارات الصحفية مع بعض الكتاب من مختلف الاتجاهات الثقافية أحسّ معه أن الوعي في بلادنا قد أخذ مجرى آخر - كما قال الكاتب عبد الله بن بخيت -، فمن حق فضيلة الشيخ أن يردّ على أي شخص ويبين وجهة نظره ورأيه في الصحف المحلية والعالمية، ويرد على أي شخص ويخالف رأيه؛ فما المانع أن يرد فضيلة الشيخ صالح الفوزان على أي صحفي وأن يختلف في الرأي مع أي كاتب؟ فمن واجب فضيلة الشيخ أن يرد على الأخطاء وأن يخالف في الرأي ويعدل ما قد يقع من بعض الإخوة الصحفيين والكتاب الذين يتدخلون في أمور ليس لهم فيها أدنى علم واختصاص؛ فإذا قام أحد الإخوة من الصحفيين بطرح موضوع ما في أي مجال من المجالات، وصار هناك خلل وخطأ في موضوعه؛ فيجب على مَن له دراية وعلم ومعرفة وتخصص في نفس الموضوع المطروح أن يردّ ويبين للناس أن هناك خطأ أو زللاً في الموضوع الذي طرحه الصحفي أو الكاتب؛ لكي يتبين للقارئ الصواب، لا كما قرأناه من ردّ ابن بخيت على فضيلة الشيخ صالح الفوزان الذي قام فيه عبد الله بن بخيت بتهميش ما قاله الشيخ عن أن طريق الأنوار هو طريق الإيمان. نعم طريق الأنوار هو الإيمان بالله وما جاء في السنة النبوية المطهرة من علم ونور انعكس على عصور الظلام في أوروبا وفي كل بقاع المعمورة، فإن الإسلام حث على العلم وأرشد إليه وربط التوكل بفعل السبب. وأريد أن أرشد عبد الله بن بخيت الذي يستشهد بعلماء الإغريق والرومان بأن يطالع التاريخ جيداً، وحبذا لو استشهد بعلماء المسلمين الذين هو منهم ويقرأ عن فضل علماء المسلمين على أوروبا وعلى العالم أجمع في كتب السيرة؛ حيث إن علماء المسلمين قادوا العالم وأخرجوه من الظلام إلى النور بالفعل لا بالفلسفة وهذي الكلام كما كان يفعل غالبية فلاسفة أوروبا مثل أرسطو وغيره، بل الفضل يعود إلى العلماء المسلمين في غالبية العلوم؛ لأنهم هم الذين وضعوا قواعد العلوم وأساساتها ثم بنى علماء أوروبا عليها ما بنوا من علوم، وإن أبناء الشعب السعودي المسلم سوف ينهض بهذا البلد المبارك على القواعد الإسلامية إلى مصاف الدول المتقدمة وسوف يكون لنا شأن عظيم بين الأمم - إن شاء الله - في مجال العلوم والصناعة والإنتاج إذا تمسكنا بديننا الحنيف الذي يرشدنا إلى النور كما قال تعالى في محكم التنزيل: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. عبد الله سعود عبد الله الدوسري الزلفي ص. ب 741 [email protected]