انطلاقاً من دورها الإعلامي البارز، خصصت جريدة الجزيرة جزءا كبيرا من صفحاتها لمواكبة المهرجانات الصيفية في مختلف مناطق المملكة. بل وتخصصت أيضا بالرعاية الإعلامية لبعض المهرجانات. وقد تابعت ما تنشره الجزيرة عبر رسالة يومية عن مهرجان (بريدة الصيفي). وانطلاقا من حرية الرأي التي تمنحها هذه الجريدة لقرائها فإني أسوق هذه الملاحظات التي آمل أن يستفيد منها بعض مراسلي جريدتكم في منطقة القصيم. وما كنت راغبا في ذكرها إلا لغاية وحيدة، وهي عدم نهج منهج المبالغة من قبل بعض المراسلين. لأنه بالأخير يبقى المتلقى هو صاحب الحكم الحقيقي في نظرته وتقييمه لكل ما يتلقاه. فالجمهور يحضر فعاليات المهرجان، ويتلقى مناشط وفقرات قد يرضى عنها أو العكس، وقد تبرز فوق رأسه الكثير من علامات الاستفهام عندما يجد أن السلبيات تحول بقدرة قادر إلى إيجابيات، وهذا لعمري يفقدها عملية المعالجة أو التصحيح فتبقى الهنات على ما هي عليه. وأذكر أنني كتبت مقالا في هذه الصحيفة بعنوان (مهرجانات الصيف بين بهرجة الدعاية والواقع المتواضع). شرحت فيه عدة سلبيات للجانب الإعلامي نصيب فيها تجاه هذه المهرجانات. حقيقة أننا كجمهور نرغب بقدر ما يتم التركز على الإطراء تجاه ما يستحق ذلك أن نركز أيضا على إبراز الجوانب السلبية لتلافيها مستقبلا. تكرار الفعاليات كل عام.. ضيق ساحات بعض العروض.. تدني مستوى التنظيم.. كلها ملاحظات يجب أن تبرز. أيضا ثمة أخبار قد تضر باستثمارات المنطقة، مثل الخبر الذي كتبه أحد مراسلي المهرجان لهذا العام من أن الفنادق والشقق المفروشة قد بلغت نسبة التغطية فيها 100% وهذا أمر يدحضه الواقع، فقبل هذا الخبر بيوم كنت أبحث عن شقة لأحد أقاربي من خارج المنطقة وقد وقفت على أكثر من وحدة للشقق المفروشة التي تقدم عروضاً نموذجية من قلة الارتياد. وهذا أمر لا شك قد يصرف بعض رواد المنطقة عنها عندما يتم قراءة هذا الخبر ويعتقد أن هناك أزمة بالفعل في شقق الإيجار والفنادق. وأخيرا وليس آخرا لم أكتب هذه الملاحظات التي يتفق معي الكثير على أهميتها إلا حرصا على المصلحة العامة وبما يحقق النجاح للمنطقة. والله الموفق.