أعلن المتحدث باسم القوة الدولية العاملة في جنوبلبنان ميلوس شتروغر أن الجيش الإسرائيلي أخلى قبيل ظهر أمس السبت موقعاً من أصل موقعين قرب قريتين حدوديتين يتمركز فيهما منذ ثلاثة أيام. وقال شتروغر لوكالة فرانس برس: إن الجيش الإسرائيلي أخلى موقعه في مروحين (على بعد مئات الأمتار من الحدود بين البلدين) وسحب دبابتين كانتا هناك منذ ثلاثة أيام. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أبقى أربع دبابات على الأقل في مارون الرأس في القطاع الأوسط. وكان شتروغر أعلن سابقا لوكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي تمركز منذ ثلاثة أيام في قريتي مروحين ومارون الرأس مشيراً إلى أن الإسرائيليين لم ينشروا قوة كبيرة، بدون أن يوضح عدد الجنود الإسرائيليين الموجودين في الأراضي اللبنانية. وفي وقت سابق من يوم أمس أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تتمركز منذ ثلاثة أيام في مواقع في قطاعي قريتين لبنانيتين قريبتين من الحدود الشمالية هما مارون الرأس ومروحين في القطاع الأوسط من جنوبلبنان. إلى ذلك قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس: إن القوات الإسرائيلية تقوم بتوغلات محدودة بعمق بضعة كيلومترات داخل جنوبلبنان. وأضاف على أقصى تقدير فإننا نتحدث عن بضعة كيلومترات. ربما يتم توسيعها ولكننا مازلنا نتحدث عن عمليات محدودة. اننا لا نتحدث عن قوات ضخمة تدخل (إلى جنوبلبنان) في هذه المرحلة. وأمس قال محلل إسرائيلي في مجلة عسكرية بريطانية: إن الكمائن التي نصبها حزب الله وأسفرت عن مقتل ستة جنود إسرائيليين في جنوبلبنان فإن الجيش الإسرائيلي الذي يبدو متأهباً لغزو بري واسع النطاق سيواجه مقاومة عنيفة. ومنذ عام 2000 وبعد 22 عاماً من الاحتلال كرّس مقاتلو حزب الله معظم الوقت للاستعداد للقتال. ويقول خبراء: إن مقاتليه وترسانته منتشرة بشكل جيد في المنطقة الجبلية. وقال الون بن دافيد المحلل الإسرائيلي في مجلة جينس الدفاعية الأسبوعية نتحدث عن مئات المسلحين وجميعهم على درجة عالية من التدريب تحركهم دوافع قوية ويقاتلون بشكل مستقل عن القيادة العليا لحزب الله. وتابع يتمركزون في شبكة من الخنادق والانفاق على غرار ما كان يفعله الشيوعيون في فيتنام مما يتيح لهم الخروج لشن هجوم سريع بصواريخ الكاتيوشا أو بالبنادق ثم الاختباء مرة أخرى. ** وفي المقابل سقطت ما لا يقل عن عشرة صواريخ أطلقها حزب الله اللبناني على بلدات في شمال إسرائيل أمس مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص والحاق أضرار بمنزلين. وقد أصاب صاروخ منزلا في بلدة كرميئيل على بعد 15 كيلومترا من الحدود اللبنانية إصابة مباشرة مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة. كما سقطت صواريخ أخرى على بلدتي نهاريا وروش بينا قرب الحدود اللبنانية. وعلى صعيد متصل ذكر موقع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن صواريخ كاتيوشا استهدفت منطقتي الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان دون أن توقع إصابات. إلى ذلك واصلت إسرائيل دون هوادة اعتداءاها الجوية، حيث أدى قصف إسرائيلي أمس السبت إلى تدمير مراكز إرسال للهاتف الخليوي وبعض المحطات التلفزيونية بدون أن يؤدي ذلك إلى توقف بثها أو إلى وقوع إصابات. واستهدف القصف محطة إرسال المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي) في جرود كسروان (شمال شرق بيروت) التي تضم كذلك عواميد إرسال لمحطات تلفزيونية أخرى منها تلفزيون المستقبل ومحطات إذاعية إضافة إلى أعمدة بث للهواتف الخلوية. وفي شمال لبنان استهدفت الغارات محطة إرسال في منطقة تربل (شمال شرق طرابلس) مما أسفر عن تدمير أعمدة إرسال لمحطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله ومحطة تلفزيون الجديد. وبثت محطة ال بي سي صورا عن دمار كبير لحق بمحطة الإرسال في جرود كسروان حيث شوهدت صحون لاقطة واعمدة إرسال مدمرة إضافة إلى تضرر المبنى بشكل كبير واندلاع الحرائق في عدد من السيارات. واشارت ال بي سي إلى إصابة أحد العاملين فيها بجروح طفيفة جدا. وأدى القصف إلى توقف بث هذه المحطة في شمال لبنان وفق مصادر الأهالي الذين أكد عدد منهم انقطاع إرسال الهاتف الخلوي في هذه المنطقة. هذا وقد أعلن سلاح الجو الإسرائيلي في بيان أمس السبت انه استهدف 150 موقعا في لبنان خلال الساعات ال24 الماضية في اطار هجومه على حزب الله الذي بدأ في 12 تموز/يوليو. وزعم البيان أن بين الأهداف التي ضربت مستودعات للأسلحة و11 قاذفة صواريخ و12 طريقا تربط بين لبنان وسوريا. من جهة أخرى أكد البيان أن المدفعية الإسرائيلية تقصف المناطق القريبة من الحدود التي يطلق منها حزب الله قذائف على شمال إسرائيل.