فتنٌ على رأس الزمان تدورُ يمشي على أهدابها الديجور فتنٌ بأرض الرافدين يُثيرها بوقٌ عليها بالشقاء يجورُ شبحٌ تخفَّى في جوانح أمةٍ حتى يُفتَّت جمعها مغرورُ وغدٌ أراق من الدماء على الثرى والدمعُ من فيض البكاء غزيرُ وتشتَّت الرفقاءُ في درب القنا أين الإغاثة ما استدل نصيرُ شعبٌ تَقاتل واستدار بوجهه عن أي شيءٍ للحياة يُنيرُ من ذا أطل على البلاد بفريةٍ من ذا يُحرك فتنةً ويُثيرُ من ذا يؤجج في الصدور ضغينةً عصفت بكلِ فضيلةٍ وتبورُ فِرَقُ الدمار قد استحلوا حرمةً تبكي المساجدُ هدمها وقبورُ كم شيّعوا سِربَ الرصاص وأوغلوا قصفاً إلى كل القلوب يسيرُ كم باللظى المشبوب في أعماقهم حرقوا الحياة فما تبقى شعور كم قتّلوا طفلاً يعانقُ لُعبةً يأسى على فقدانه عصفور والنار تلتهم النخيل كما تُرى بين المدائن حرقةٌ وهجيرُ وعلى ضفاف الهالكين مكائدٌ يأتي إلى قيعانها مبتورُ يتواثبون إلى المنايا زمرةً حتى استطال على البرية زورُ وعلى المدى قومٌ أداروا مِدفعاً نحو الصبايا تلتقيه صدورُ فعدا يُهَدِّم كل شيءٍ حولنا وعدا على كل البلاد يُغيرُ فتنٌ تدور على البلاد بقبحها شرٌ يطلُّ برأسه ويحور صلبوا البلاد على مسامع أهلها رَحَلَ الربيعُ فما استبان نضيرُ وتساقطت مُثَلٌ يُغبِّرها الثرى يبدو على بيدائها مقبورُ وتغيَّبت شمسٌ أطل بوجهها حزنٌ يُلاحقُ صفوها ويثورُ يا كل حيٍ في العراق أمامنا نهر الدماء قد اعتراهُ شرورٌ بغداد تبكي بالنحيب وبالفنى قلباً بكل ضياعها مكسورُ ونظرت فيما قد يحِلُّ بأرضها والأمن في طُرقاتها مهجورُ وعدوها يرمي قذائف فتنةٍ ليسير في درب الهلال ضريرُ بغداد يا أرض الروافد لملمي أشتات قومك قد أطل نذيرُ تروى الحتوف على الألوف حديثها لمّا تبدى للعيون مصيرُ أبكيك يا بغداد من نبض الأسى ذبلت بوجهك فرحةٌ وزهورُ من أين يا بغداد أبدأ صفحتي وهناك حقٌ للورى مهدورُ وسمعت بابل قد تنحَّب صوتها صرخت تناجي مجدها وتفورُ كل الطغاة على ترابك أُسقطوا شهدت بذلك أنهرٌ ودهورُ يا أهل دجلة والفرات توحدوا حتى تعود كرامةٌ وصقورُ بغداد تصرخ في الضمائر والنهى حتى يعانق حضنها مبرور [email protected]