أوضح مدير عام هيئة الري والصرف في محافظة الأحساء المهندس أحمد بن عبد الله الجغيمان أنه سيتم قريباً بدء أعمال المرحلة الأولى من تحويل المصارف والقنوات المكشوفة إلى أنابيب مغلقة في منطقة صويدرة بطول إجمالي يزيد على 70 كيلو متراً طولياً من الأنابيب مع محطة ضخ، ويغطي ما مساحته 8000 هكتار زراعي، موضحاً أن المشروع له أثر كبير في توسعة الطرق والجسور والعبارات وتسهيل الدخول والحد من الحوادث. وأشار الجغيمان خلال لقائه بمجموعة من المزارعين في ديوانية عضو المجلس البلدي المنتخب في الدائرة الانتخابية الخامسة في الأحساء حجي النجيدي إلى أنه لا يزال برنامج مشروعات تغطية المصارف والقنوات المكشوفة قائماً على الرغم من الحاجة إلى تواصل العمل فيه وفق الاعتمادات المالية الخاصة، وجارٍ إعداد الدراسات الخاصة بتصميم بقية قطاعات المشروع. وأبان أن الهيئة قامت في الثلاث سنوات الأخيرة فقط بتغطية ما يزيد على 10 كم، منها 7 للمصارف و3 كم في قنوات الري، موزَّعة حسب الأولوية والأهمية على معظم القرى والمدن الرئيسة، ومن أهمها مصرف D2.2 مقابل قريتي العقار والمزاوي بتكلفة 6.5 ملايين ريال، ومصرف شارع القطار بالهفوف، وتركيب حواجز معدنية على جانبي المصارف والطرق بطول يزيد على 2.5 كم، والمتوقع العمل على تنفيذ 1.5 كم آخر. وأوضح الجغيمان أن الهيئة استطاعت احتواء أزمة نقص مناسيب المياه في العيون الطبيعية التي كانت المصدر الأساسي للري في المناطق الزراعية في واحة الأحساء، وذلك باتخاذ خطوات مرحلية ومتعددة من أبرزها حفر الآبار على طبقة النيوجين، وتنفيذ مشروع نقل مياه الصرف الزراعي، وتنفيذ مشروع نقل المياه المعالجة ثلاثياً من محطتي الهفوف والمبرز واعتباره مصدراً رئيساً للري، موضحاً أنه بلغ إجمالي كميات مياه الري للمزارع المستفيدة من المشروع خلال العام المنصرم 117 مليون متر مكعب في السنة بمعدل 70 ألف متر مكعب في اليوم، مشيراً إلى أنه يجري حالياً تنفيذ محطتي الضخ من العمران والعيون بطاقة 45 ألف متر مكعب في اليوم، مؤكداً أنهما رافد قوي لمصادر مياه الري، ودليل على حرص الهيئة على جودة المياه الناتجة من محطات المعالجة الثلاثية ومطابقتها لكافة المعايير الدولية والصحية، مبيناً أنه تم توفير مختبرات في داخل كل محطة مجهزة بأحدث التجهيزات العالمية والكوادر البشرية، وتم تأهيل جميع العاملين فيها لتشغيل تلك الأجهزة، لافتاً إلى أن نتائج فحوصات المياه المعالجة ثلاثياً مخبرياً تؤكد جودتها ونقاوتها وصلاحيتها للري الزراعي. وأضاف أن من بين الإجراءات التي اتبعتها الهيئة في معالجة نقص مياه الري في الواحة إعداد الدراسات والتعاميم لنقل المياه المعالجة من مدن الشرقية إلى الأحساء بطاقة 250 ألف متر مكعب في اليوم، والعمل على تطوير برامج توزيع المياه. وأشار إلى أن الهيئة تبنت برامج الترشيد وإدخال نظم الري الحديثة، موضحاً أنه بدأت بالتدرج من خلال إصلاح نظم الري التقليدية بالغمر والسقي إلى الري بالبواكي والأحواض والتدويس مع الحفاظ على جودة المنتج الزراعي مع انخفاض التكاليف المالية والحث على تطبيق أنظمة الري الحديثة، لافتاً إلى أن الكفاءة الحقلية المتدنية لا تتجاوز 55% بالنسبة للري بالغمر، في حين أن الكفاءة الحقلية مرتفعة في طرق الري الحديثة. وأوضح الجغيمان أن مصنع تعبئة التمور يستقبل في كل عام 21 ألف طن من مختلف المناطق، أكثر من نصفها من واحة الأحساء، مؤكداً حرص الهيئة على الرفع من جودة التمور الموردة وأهميتها لما تشكله من انعكاس لسمعة السعودية، وكونها تقدم هدية باسم خادم الحرمين الشريفين، مبيناً أن الهيئة بادرت إلى الطلب من المزارعين بتطبيق التبخير الحقلي لدى المزارعين، وأشار إلى أن الهيئة تدرس إمكانية إضافة أصناف أخرى لتمور الرزيز الحالية. وانتقد الجغيمان خلال حديثه للمزارعين انتشار الاستراحات الزراعية؛ كونها سبباً في الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية من خلال الري غير المرشد أو استخدامها في غير الأغراض الزراعية الضرورية، وكثرة رمي المخلفات الزراعية في الطرق العامة والمصارف الزراعية والقنوات، وكذلك حرقها وما يسببه من حوادث وأضرار، وتنوع المخلفات الزراعية منها أو الآدمية وآثارها على البيئة والصحة العامة، معرباً عن تطلع الهيئة إلى إيجاد مشروع لنقل المخلفات الزراعية. واستعرض أبرز أهداف المشروع؛ منها: إيصال المياه إلى المزارع حسب الاحتياج دون أي تكاليف مالية، ومعالجة ملوحة التربة، وإيجاد شبكة المصارف والعمل على تنظيمها وضمان تدفق وجريان المياه بها ومساهمتها في استقبال مياه الأمطار، وتوفير الطرق الزراعية التي تساهم في الوصول إلى المزارع وتسويق المنتجات الزراعية، واستغلال مصادر المياه غير التقليدية. واستعرض الجغيمان جهود الهيئة في مجال الإرشاد الزراعي والمائي؛ ومنها: برنامج تكثيف المحاصيل الزراعية في الحيازات الزراعية الصغيرة، والعمل على رفع العائد الاقتصادي للمزارع، ودعم برامج التنمية الريفية وزراعة المحاصيل الحقلية وتربية النحل وتربية الماشية (الدواجن - الأبقار)، وبرامج مكافحة الآفات، وتطوير برامج التسميد، بالإضافة إلى برنامج ترشيد المياه.