الملاحظ أن بعض المسؤولين في المؤسسات الإدارية لا يشملهم مد التغيير ويبقون في أماكنهم لسنوات طويلة، على الرغم من تغير الإدارة العليا، فمهما تغير الوزير أو الوكيل يبقون كما هم، أحد الزملاء أعاد ذلك إلى أن هؤلاء المسؤولين يملكون قدرة على (التلون) بحسب سياسة المسؤول الأعلى فهم يتماشون مع أفكاره ورؤاه بسهولة، وليس لديهم ما يمنع من أن يغيروا قيمهم الإدارية بما يتوافق مع القائد الجديد. وقال آخر إن الأمر يعود إلى أن بعض المسؤولين في المنظمة الإدارية لا يفكرون أكثر من حدود الكرسي، فالكرسي غاية بحد ذاته، فهم يعملون كل ما يمكن في سبيل المحافظة عليه. وقال ثالث: إن هؤلاء المسؤولين الذين لا يتبدلون بتغير الزمان والمكان والرجال انهم لا يملكون طموحاً سوى أنهم يحافظون على مكتسباتهم التي وصلوا إليها ويتوقعون أنهم لن يحصلوا عليها في مكانٍ آخر لضعف قدراتهم ومواهبهم. ولكنّ شخصاً من الزملاء أشار إلى أن العلة في بقاء الإدارة الوسطى دون تغيير يعود إلى أن القائد الجديد يسعى باستمرار إلى استقطاب مثل هؤلاء الذين رضوا بما وصلوا إليه. لأن المتميزين منهم قد يزعجه كثيراً سواء في المناقشة أو مزاحمته على الكرسي، ويضيف أن كثيراً من القادة الجدد في الإدارة العليا يبحثون عن (أرانب) يقودونهم، فعندما تتصف بصفات الأرنب تبقى أطول فترة ممكنة في وظيفتك وربما تترقى بعناية فائقة. إن معادلة (الأسد والأرنب) تلاحظونها بوضوح في الدوائر الحكومية تحديداً وبعض الدوائر الأهلية، لذلك لن تفلح إدارة أعضاؤها أرانب يقودهم أسد، وهذا أحد أهم الأسباب (العميقة) التي اخرت مهمة الأعمال الإدارية الحكومية. إننا نتطلع يوماً أن نرى أسداً يقود أسوداً ساعتها سترى مقدار التميز والتطور والأفكار الإبداعية، ولكن صديقي قال: (تطلعتم أو ما تطلعتم..) الأمر له جذور ثقافية، فالمعادلة تتغير بتغير ثقافة المجتمع، ويستدرك صديقي أن ثقافتنا العربية تؤكد وجود الأرانب باستمرار لأن الأسد كان أصله أرنباً ولكن الكرسي جعله ينتفخ محاكياً صولة الأسد. آخر المتحدثين من الزملاء قال: إن التغيير سيكون في الأجيال العربية الخمسين وأتبعها ب(رددوا جميعاً: ما أطولك ياليل).