سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة (عزيزتي الجزيرة) وفقهم الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طالعت ما كتبه معالي الدكتور الشاعر غازي القصيبي في الصفحة السابعة والعشرين من العدد 12288 بتاريخ 23 ربيع الآخر (تحت عنوان لك الحمد) في البداية نقول كما قالت الخلائق إنسها وجنها حيوانها وطائرها: لك الحمد ربي والثناء عدد ما طلعت الشمس وغربت، وعدد ما طاف بالبيت العتيق طائف على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، أعود إلى أخي في الله غازي القصيبي لأذكره فقط بأن الله تعالى قال في كتابه العزيز: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وفي الحقيقة إن معاليه كعادته أجاد في نظم القصيد ولا أخفيكم سراً أن هذه القصيدة التي كتبت بدم قلب قائلها ووضعت أقواسها بدمع عينيه قد أدمت القلوب وذرفت لها العيون. وأبشره بشرى يطمئن لها قلب معاليه هي أن الله تعالى لن يخذله وهو الذي التجأ إليه بقوله (قصدتك يا رباه) فهو قد قصد ملك الملوك الذي أعطاه إخوته وأخذهم أمام ناظريه، فهو الله الذي أعطى وهو الله الذي أخذ.. وأعرج على قوله: ويشمت بي حتى على الموت طغمة غدت في زمان المكر أسطورة المك فالشامت في أمر الله سيُشمت به قريباً؛ لأن هؤلاء لا يسمون شامتين ولكن أقرب الأسماء لهم (معارضون أمر الله تعالى وقدره) ويذكرني مثل هؤلاء بالعرب السابقين الذين كانوا ينوون السفر فإذا عارضهم في صباحهم الباكر (غراب) فإنهم يعودون ويتراجعون عن سفرهم لأنهم يتوقعون أن تصيبهم مصيبة في سفرهم هذا.. فالشامتون (بالقصيبي) في مصيبته ستصيبهم مصائب غيرها، وأنصحهم بأن يتقوا الله لأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والمصائب لم يسلم منها خير البشرية وخير بشر طلعت عليه الشمس، وما قصة الطائف إلا دليل على ذلك.. حتى قال: وما خفت والآساد تزأر في الشرى فكيف بخوفي من رويبضة الجحر؟ هذه حقيقة، فمعاليه منذ أن تولى وزارة الصحة مروراً بمناصبه حتى توليه بقوة هو أهل لها وزيراً للعمل لتخرج المعارضة على سياسته الناجحة لمن لا يريدون نجاح الوطن وأمنه وأمانه ومن لا يريدون العزة لشباب هذا الوطن من جحورها تحريرياً وشفهياً معارضين هذه السياسة لكي يبقوا على ما هم عليه (سلّم واستلم آخر كل شهر وهم لا يعلمون من أين تأتي هذه الدراهم، حلالاً أم حراماً) لأختم مداخلتي بقوله: ترحل إخواني فأصبحت بعدهم غريباً يتيم الروح والقلب والفكر فأقول لمعاليه: لست غريباً فكلنا إخوانك.. وخاصة من صفق لسياستك وليسوا ممن عارضوك واستغلوا رحيل إخوتك، رحمهم الله تعالى، للشماتة. أعزك الله وأبقاك ورحم إخوتك وجمعك معهم في دار كرامته.