سبق أن قلنا إن المثل الشعبي ناتج عن موقف ما أو هو حصيلة تجربة أو ثمرة خبرة حياتية أحس الناس بمصداقية القول فاتخذوه مثلا، وربما جاءت كلمة (مثل) من المماثلة؛ فالمثل يستشهد به في حالات مماثَلَة الموقف للموقف الأصلي للمثل. ومن هنا جاءت أهمية البحث في أصل المثل، وهو أمر عمل به أغلب المهتمين بالمثل الشعبي ولو أنهم لم يشبعوه بحثاً، ولم يأخذ حقه من الدراسة والتقديم. لن أكون أفضل من غيري بهذا الأمر ولكن محاولة مني لتقديم أمثال لم يسبق تقديمها وعرض أصولها حسب ما وصلني من الرواة، وألتمس من قارئ مدارات شعبية عذرا إذا اقتصر ما أورد على أمثال من منطقة الحجاز بحكم وجودي هناك وقربي من أصولها. (ما بالناقة يلقاه مفرج) وهذا المثل يعني أن صاحب الشيء أدرى بسلبياته من غيره ولا يدرك أحد خواص الشيء إلا من جربه، وهذا المثل مطابق في معناه للمثل القائل (يلومني بكحيلان من لا رحله) فمن الواضح المعنى متماثل وربما توافق الأصل. أما أصل هذا المثل فيحكى أن رجلا يقال له عفنان من سكان الهجر الواقعة بضواحي العيص شمال المدينةالمنورة، كان من أصحاب الإبل وكان لديه ناقة ذات أصل وذات مظهر جميل، أي أنها تعد في الوقت الحالي من مزايين الإبل، وكان من حوله من أقرباؤه معجبين بها ويعدونها من خيرة الإبل، ولكنها بالحقيقة كانت تحمل بعض الصفات التي يكرهها أصحاب الإبل؛ فقد كانت جفولا وكثيرة الهروب (الذهاب) وصعبة التعسيف حتى أتعبت صاحبها، فما كان منه إلا أن باعها على رجل يقال له مفرج فأتاه من حوله يلومونه على بيعه الناقة ويسألونه عن عيبها الذي دفعه إلى بيعها فقال لهم (ما بالناقة يلقاه مفرج) أي ما بالناقة من عيوب سوف يجدها مفرج فصار قوله مثلا بين العامة. وإلى الملتقى مع أمثال شعبية أخرى. مخرج للحكيم حضيري كريدم الذبياني ما أحد سلم يا ناس من هرجة الناس ومن يلتفت للهرج ما سد حاجه كثر الحكي بالناس ما فيه نوماس قلة صلاح وقل عرف وسماجه سعد الهلولي [email protected]