سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قرأت ما سطره الأخ إبراهيم العيسى في عدد الجزيرة رقم 12284 الصادر يوم الأربعاء 19 من ربيع الآخر من عام 1427ه حول ما كتبه عضو مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة في عدد الجزيرة رقم 12269 الصادر يوم الثلاثاء 4 من ربيع الأول 1427ه تحت عنوان (المزاحمية في ذاكرتنا التاريخية) ويسرني عبر هذه الصفحة أن أتقدم لإبراهيم العيسى بخالص الشكر والتقدير على ما قدمه من معلومات تاريخية تدل على ثقافته الواسعة وما قدمه من إضافات وردود على المقال المذكور إلا أن لي بعض الإضافات والتعليقات أتشرف بالمساهمة بها في هذا الموضوع. أولا: يقول الدكتور محمد: (وقد شكل سكانها -يعني المزاحمية- في الحقب التاريخية المختلفة للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة الخط الأول لتغذيتها بالرجال المقاتلين من أجل توسيع نفوذ الدولة كما مثلوا الخط الأول للدفاع عنها أثناء الحملات العسكرية المعادية لها....) وهنا أذكر لسعادته مقالة عبدالله بن محمد بن خميس في هذا الموضوع عندما قال في كتابه معجم اليمامة: (المزاحمية نشأت متأخرة أي منذ قرن ولكنها تطورت وزاحمت قاعدة المنطقة- ضرماء-) (1) ولا يُخفى على الدكتور متى نشأت الدولة السعودية الأولى وكذلك الدولة السعودية الثانية التي كانت انطلاقة توحيدها من ضرماء. ثانياً: استشهد الدكتور في مقالته بما ذكره أحد أبناء المزاحمية المعروفين وهو الأستاذ عبدالله الشهيل في كتابه الذي صدر مؤخراً حين أشار بوضوح إلى ذلك الارتباط بين المزاحمية وضرماء- والذي مازال قائماً ولله الحمد -وكيف أنه حتى عهد قريب كان أهل المزاحمية الذين يقيمون في العارض ينسبون أنفسهم لضرماء كونها كانت الأكبر والأشهر فياليت الدكتور محمد فطن لهذه المقالة حينما أورد أسماء المشاركين مع الملك عبدالعزيز في حرب اليمن وذكر ذلك باسم أهل ضرماء كون البلدتين تمثلان بلدة واحدة في مشاركاتهم وحروبهم باسم أهل ضرماء. ثالثاً: يقول الدكتور محمد (وأثناء إعدادي دراسة موسعة عن القوى المحاربة التي شاركت في قيام دولتنا الحديثة وتوحيد هذه البلاد في دولة واحدة التي لم تقم إلا على سواعد كل أبناء هذا الوطن الموحد القوي وجدت أسماء القوى المحاربة من ضرماء والمزاحمية ترد في أغلب الأحيان ضمن قائمة واحدة) وهذا ما يثبته كلام عبدالله الشهيل وكذلك كلام عددٍ من كبار السن في ضرماء الذين قالوا إنهم يشاركون ويلتقون بالملك عبدالعزيز باسم أهل ضرماء حيث إن أهل المزاحمية كانوا ينسبون أنفسهم لضرماء وحتى اليوم ولله الحمد وأهالي ضرماء والمزاحمية أسرة واحدة تربطهم علاقات القرابة والنسب والجوار. هذا ما أردت كتابته في هذا الموضوع وحاولت أن ابتعد عن التطرق لتاريخ ضرماء ومواقفها المشرفة لأن المجال سيطول ولن أعطي ضرماء حقها ولكن الجميع يعلم أن التاريخ ينطق في كل ناحية من نواحيها ليستمر عبر تاريخ حافل بمآثر الصمود والنضال صيغ لحناً خالداً ومجداً منيفاً يزاحم بعزته وانفته قمم (طويق) الشامخة ما بقي التاريخ وتوالت السنون. ابن خميس .عبدالله بن محمد. معجم اليمامة- الجزء الثاني