وبعد، فما أكره المحاكم إلى الناس، وما أصعب الدخول فيها على النفس، مدعياً أو مدّعى عليه، وما أكثر الكلام عن كثرة المراجعات وطول المرافعات، وإن كان لا بد منها لأخذ الحقوق.. إلا محكمة واحدة هي محكمة الضمان والأنكحة على شارع التحلية في الرياض. دخلت المحكمة لعقد قران الشاب المهندس محمد وجدي كمال على ابنتي (رُلى)، ولا تسل عن النظام فكل جالس على كرسي، والمكيفات تعمل بكل طاقتها والهدوء يخيم على الجالسين، وكل يقضي ما أتى له حين يحل دوره، سألت أين أذهب؟.. ودلوني على فضيلة الشيخ عبدالله الشايع الذي استقبلني واقفاً والابتسامة تعلو محياه وكتب لي بسرعة ما طلبنا منه وحوّلنا إلى فضيلة الشيخ سامي القاسم الشاب البشوش الذي استقبلني واقفاً ورحب بي والكمبيوتر والمعلومات صارت لديه مكتوبة على الورق ومحفوظة في الكمبيوتر (أنا أفضّل استعمال هذه الكلمة (الكمبيوتر) عن استعمال اصطلاح الحاسب الآلي)، وتأكد من صحة المعلومات وسألنا الأسئلة المعهودة في هذه المناسبة السعيدة دقائق - حقيقة - وتم المراد ووقّعت أنا وليّ الزوجة وولداي بشار ورفيق الشاهدان وعروستنا (رُلى) والعريس (محمَّد).. وشكرنا لفضيلة الشيخين الجليلين، ولا ننسى الشيخ سعد محمد الموينع ذا اللطف الجّم، والكلام الجميل ينساب دائماً من بين شفتيه، فله منا الشكر أيضاً. وأدعو لكل الأحباب أن يدخلوا هذه المحكمة بمثل هذه المناسبة، وأدعو الله للعروسين بالحديث الشريف: (بارك الله فيكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير).