أطلقت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها مجموعة جديدة من المها العربي (الوضيحي) في محمية عروق بني معارض بصحراء الربع الخالي بلغت ستة رؤوس منها أربع إناث وذكران. وقد تم نقل هذه المجموعة الأولى من محمية محازة الصيد إلى محمية عروق بني معارض بهدف إثراء التنوع الجيني الوراثي في القطيع. حيث تعتبر محمية محازة الصيد المسيجة التي تبلغ مساحتها نحو 2100 كيلو متر مربع بمثابة المختبر الطبيعي لبرامج إعادة توطين الأنواع الفطرية السعودية النادرة والمهددة بالانقراض والخزن الاستراتيجي لهذه الأنواع إضافة إلى أنواع أخرى منها غزال الريم (غزال الرمال) وغزال الأدمي (غزال الجبال) والنعام أحمر الرقبة، والحبارى، وجميع هذه الأنواع تم إكثارها في الأسر في مراكز الأبحاث التابعة للهيئة في كل من: الطائف والثمامة والقصيم وتم إعادة توطينها مرة أخرى في محمية محازة الصيد ومستقبلا في غيرها من المحميات. وأوضح الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الدكتور عبد العزيز بن حامد أبو زنادة بأن محمية محازة الصيد تحتوي على حوالي 800 رأس من المها العربي وتبلغ نسبة التنوع الوراثي في هذا القطيع أكثر من 95%. أما محمية عروق بني معارض فقد بدأت برامج إعادة توطين المها بها عام 1415ه وبلغت أعداد المها نحو 200 رأس، تم تزويد معظمها بأجهزة لاسلكية لمتابعة حركتها ونشاطها. وأضاف د. أبو زنادة بأن هذه هي المرة الأولى التي تم فيها استخدام الشاحنات لنقل مثل هذه الحيوانات لمسافات بعيدة من محمية إلى محمية أخرى وبأيد وكوادر وطنية من باحثين وأطباء بيطريين أشرفوا على جميع مراحل العملية، وكانت تستخدم طائرات نقل عسكرية للقيام بهذه المهمة في السابق. مؤكداً على أن نجاح عملية النقل والإطلاق دون حدوث أي مشكلات أو خسائر ينم عن مدى التقدم والكفاءة المرتفعة التي وصلت إليها الكوادر الوطنية التي أشرفت على العملية والتي تتطلب كثيراً من الأمور الفنية المعقدة للتعامل مع مثل هذه الكائنات، وناشد د.أبو زنادة الجميع للتعاون مع جهود الدولة رعاها الله في الحفاظ على تراث المملكة الفطري وتنوعها الاحيائي واستعادته إلى سابق عهده.