إنّ أهم ما يواجه مجتمعنا الإسلامي اليوم مشكلة التربية التي يجب أن تتميز بها عن غيرها وأن تكون باستمرار مرتبطة بالكتاب والسنّة حتى يتعرّف المنتسبون إلى المجتمعات الأخرى هذا التميُّز وهو جدير بلفت انتباه الإنسانية لأنه الأسلوب التربوي المناسب لطبيعة البشر والكامل في معالجة المشكلات التربوية والمتوافق مع المراحل العمرية المختلفة والرابط بين موجودات هذا الكون إنساناً أو حيواناً أو نباتاً أو جماداً .. ومن أقوى الوسائل التي تجعل التربية عميقة الجذور ولها أثر عظيم هو الربط بين الإيمان والتربية، ولكل أمة من أمم الأرض شأن تختص به في التربية تميزها عن غيرها من الأمم، فإذا فقدت هذه الأمة ميزة التربية الخاصة بها فقدت هويتها وخصوصيتها وقضت على مقوماتها الذاتية. والإسلام جاء بالتربية الناجحة التي تبدأ من أعماق النفس وتبقى مستمرة للإنسان في كل مراحل عمره وتوجهه وترشده، والمدرسة من الوسائل العظيمة التي تؤثر في تربية الأجيال وخاصة في الوقت الحاضر وهي بحاجة إلى الاهتمام اليوم لأنّ واقعها في كثير من بلدان العالم الإسلامي لا يتفق والتوجُّهات الإسلامية وكثير من المؤثرات التي أعاقت تطبيق التربية الإسلامية سواء من المنتسبين للإسلام أو من جهات أخرى فهناك أساليب تربوية تميزت بها التربية الإسلامية وتعد أساليب تربوية حديثة في أغلب دول العالم، لأن الأساليب التي جاءت بها التربية الإسلامية لم تطبق متكاملة في البلدان الإسلامية وهي أقرب للتنظير منها للتفعيل فأسلوب القصة وأسلوب الأمثلة والأسلوب غير المباشر والأسلوب المباشر وأسلوب الإثارة وأسلوب التطبيق وأسلوب احترام المتعلم وأسلوب مراعاة الفروق الفردية وأساليب كثيرة جاءت بها التربية الإسلامية .. ومن هذه الأساليب أسلوب الكلام الطيب، وهو من الأساليب المحببة للمتعلم ويكاد أن يفقد في أغلب المدارس وأصبح الأسلوب البديل هو الدعاء على المتعلم والسب والشتم، وبعض المعلمين يتقن اللعن والسب إتقاناً غريباً، فتسمع الألفاظ البذيئة التي لم يسمعها أغلب الطلبة فيما بينهم والإهانة التي لم يتعوّد عليها وبعض المعلمين لا يديرون لها أي اهتمام. ولكن الانفعال والسباب الذي لا يغيِّر من الواقع شيئاً ولربما أوغر صدور المتعلمين على المعلمين فيخسرون ودّهم واستقامتهم والدعاء لهم وذكرهم الذكر الطيب، وعلى المهتمين مراعاة المعاملة بالمثل فلو تكلم طالب على معلمه كرد فعل حوسب وطبق بحقه الأنظمة الداخلية للمدرسة، ولذا فإن على المهتمين في تربية الأجيال إصدار تعميم يمنع منعاً باتاً التلفُّظ ألفاظاً سيئة وإن كان التقيد بالألفاظ الحسنة والتعامل مع المتعلم بأسلوب تربوي مناسب من واجبات المهنة، إلا أن التأكيد على ذلك يخفف من ممارسة الأسلوب السيئ عند بعض المعلمين كما أن تعميم منع الضرب خفف من هذا الأسلوب إلاّ أنه لم يمنعه منعاً نهائياً ومع الأسف إن أغلب أساليب التربية الإسلامية لم يطبق في بعض الدول الإسلامية مما أضر بأهداف التربية الإسلامية، حيث إن كثيراً ممن تلقّى تعليمه في الدول الأجنبية يرى الأساليب التربوية المعمول بها هناك بأنها هي الأمثل والأجدر بتطبيقها في بلده ولم يدرك بأنها جاهزة لدى الدول الإسلامية منذ مئات السنين.