ماذا أحكي!ش بل ماذا يجري؟ أأبكي؟!, وهل البكاء يجدي؟! ما إن رأيت تلك البسمة الزاكية.. تلك النظرة الحانية.. بل تلك الملامح البريئة.. حتى استثارت ما بداخلي.. ونخرت في جوفي مكامن الحزن والأسى.. كيف لا وقد رأيت صورة تلك الطفلة وقد أعلن أهلها عن فقدانها..؟ كيف لا نحزن وقد فطر الله في قلوبنا محبة الأطفال..؟ وحتى لو لم تكن ابنتي أو قريبة لي, فمن حق إخواننا علينا أن نواسيهم ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم. عفواً فلقد اغرورقت العينان بالدموع.. وحال دون الكتابة نهر من الدموع.. كيف لا؟ كيف لا يضيق صدري؟ كيف لا احزن على فقدان ابتهال, وأنا لا استطيع أن أترك زملائي لفترة من الزمن وهذه زهرة لم تنضج بعد؟! آآآآآآآآآه يا إخواني.. هذه هي حال الدنيا تفرق الأحباب.. وتشتت الأصحاب.. ولكن تبقى شعلة المؤمن بالله تضيء له الطريق.. فإلى والدي ابتهال أقول: لتكن ثقتكما بالله عالية بأن يرد الله لكما (شمعتكما) وابنتكما (ابتهال) فأحسنا الظن بالله ولا تجزعا, والله لا يضيع أجر الصابرين فهذا يوسف عليه السلام استمرت فترة غيابه حوالي الأربعين سنة ولكن رده الله إلى أهله ووالده وإخوته بالنبوة. صبراً صبراً.. فالله معكم ولن يضيع صبركم ودعاءكم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد ابتهال إلى أهلها سالمة عاجلاً غير آجل. اللهم انه قد أصابنا من الهم والحزن على فقدان هذه الطفلة ما تعلم ونحن لسنا من ذويها فكيف بأهلها ووالديها, فاللهم ألهمهم الصبر والسلوان ورد إليهم ابنتهم. اللهم ردها إلى أهلها. اللهم استجب. بدموع الأسى وعبرات الحزن اكتب هذا الابتهال.