شهدت مدينة الرياض وبعض مدن المملكة خلال الأيام القريبة الماضية عواصف ترابية تسببت في انعدام الرؤية.. وازعاج الكثير من أصحاب المشاكل الصحية في الصدر خاصة من يحملون أمراض الربو،، وللتركيز على ما تسببه هذه العواصف الترابية من أضرار على صحة الإنسان.. كان لنا هذا اللقاء مع أشهر أطباء العموم في مدينة الرياض الدكتور المعروف محمد مناور أبالخيل الذي نقدمه لكم من خلال الأسطر التالية: * ما هي الأضرار التي من الممكن أن تخلفها مثل هذه العواصف الترابية على صحة الإنسان؟ - بلا شك فإن مثل هذه العواصف الترابية التي تشهدها مدينة الرياض وبعض المدن حولها.. تؤثر سلبياً على صحة الإنسان خاصة من الذين يعانون من حساسية الصدر وأمراض الربو وحساسية في العين.. كما أن مثل هذه الرياح تؤثر ايضاً على صحة الإنسان السليم حيث تساهم في إضعاف الرئة لديه.. كما تحرمه أيضاً من الهواء النقي وذلك بحكم دخول كمية كبيرة من الأتربة في جسمه وفقدانه للاوكسجين الذي يفيد الجسم وينقي الدم.. وغير هذا فإن الإنسان يشعر بضيق في التنفس مما يترتب عليه معاناة نفسية ومعنوية لا يتخلص من آثارها إلا بعد وقت طويل. * وما هي النصيحة التي توجه للجميع أصحاء ومرضى في حالة حدوث العواصف الترابية؟! - النصيحة التي أوجهها للجميع من أصحاء ومرضى في حالة حدوث العواصف الترابية هي محاولة الالتزام بالبقاء في المنزل طيلة فترة حدوث العواصف الترابية وذلك قدر الامكان.. لأن في خروجهم ضررا صحيا عليهم ذكرناه فيما سبق..! * وماذا عن لبس الكمامات الواقية من الأتربة والغبار؟! - هذا شيء جيد وصحي وواقٍ بإذن الله من الأمراض والأضرار التي يخلفها التراب الذي يدخل في جوف الإنسان.. فمثل هذه الكمامات تساهم بلا شك في ضمان دخول هواء نقي نظيف للجسم لذا ننصح باستعمالها خاصة في وقت حدوث الأزمات.. وألاحظ أن اكثر من يستعمل مثل هذه الكمامات هم الأجانب لانتشارها في بلادهم.. أما السعوديون فهناك دافع اجتماعي يمنعهم الا وهو الحياء وخشية تعليقات الناس رغم ان الأمر عادي جدا وصحي وفائدته اكبر من التعليقات والنظرات التي توجه لمستعمليه.. ففي سبيل الوصول للصحة لابد من الاجتهاد وعدم الاكتراث بما يقال وبما يفسر وعدم الاكتراث أيضاً بالتعليقات الساخرة التي تصاحب استعمال مثل هذه الكمامات..! * وما هو العلاج المناسب لمضاعفات الاتربة والمشاكل الصحية التي تحدث بسببها؟! - هناك اجتهادات تقوم بها بعض الأمهات في حالة حدوث أزمة الربو لأطفالهم بعد العواصف الترابية بحيث يعطون أدوية قديمة في المنزل لتهدئة الوضع.. وهذا خطأ كبير حيث انه من المفروض ان تبادر الى زيارة الطبيب في حالة حدوث ازمة الربو وضيق التنفس لأطفالهم والذي عادة ما يقدم الدواء المناسب والذي يساهم في توسيع القصبة الهوائية وطرد البلغم والأتربة من الجسم. * وبالنسبة لتأثير الأتربة على الإنسان الذي لا يشكو من اي أعراض صحية خطرة؟ - هناك حقيقة لابد من ادراكها وهي ان هناك من الناس من لديهم حساسية ضد الجو الجاف المصحوب بالاتربة وهناك اناس لديهم حساسية ضد الرطوبة.. وعموماً وفي الغالب فإن ضرر العواصف الترابية يتركز على ضعف المناعة وضعف الرئة أيضاً وانقباضها ما لم يبادر الى العلاج المناسب والسليم.. وعموماً احب ان اؤكد ان أكثر من يتضرر من هذه الأتربة هم صغار السن ممن تقل أعمارهم عن العشر سنوات والذين يتخلصون من الربو بعون الله بعد تجاوزهم سن العاشرة.. كما أحب ان اؤكد ان نسبة المصابين بالربو في مدينة الرياض لا يتجاوز ولله الحمد سوى ما نسبته 1% تقريباً وهي نسبة ضئيلة لا يشكل بسببها المرضى ظاهرة أو وباء.