منطقة جازان منطقة متنوعة الطبيعة فيها الجبال الشاهقة ذات المناظر الخلابة، والهواء العليل، وفيها البحار بزرقتها الرائعة الصالحة للغوص أو السباحة، والشواطئ البكر النظيفة التي تشرح القلوب، وتسرّ النفوس. فيها الأراضي الزراعية المنبسطة بمزارعها العامرة بأصناف الفواكه، وما تنتجه الأرض من خيرات.. وهذه المنطقة الغالية من بلادنا الحبيبة تحظى باهتمام كبير من حكومتنا الرشيدة وتجد الرعاية من سمو أميرها الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز - حفظه الله -.. وتتمثل هذه الرعاية والاهتمام في المشاريع التنموية وتشجيع الاستثمار ومحاولة جذب أصحاب رؤوس الأموال للمساهمة في تطوير ونهضة هذه المنطقة. وتعد المهرجانات السياحية مثل مهرجان المانجو ومهرجان الحديد وسباقات القوارب من المناسبات الهامة التي أولاها سموه التشجيع والرعاية إيماناً منه بأهميتها في تسليط الضوء على ما تزخر به هذه المنطقة من عوامل البهجة والمتعة. ورغم جهود سموه والمخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي تظل تلك المناسبات التي تحظى بتغطية إعلامية مبهرة مناسبات آنية ومهرجانات رسمية تنطفئ جذوتها بعد أيام ويبهت لونها الزاهي طيلة أشهر السنة. لكن كيف نحافظ على الحركة السياحية في المنطقة طيلة أشهر العام؟ وكيف نجعل هذه المهرجانات مهرجانات شعبية وأياماً مشغولة بالممتع والمفيد والمدهش والجديد من الفعاليات لكافة الناس.. وقد ظهرت بوادر جهود رائعة في هذا المجال ظهرت في الأعياد والإجازات الدراسية لهذا العام 1426ه- 1427ه حيث برزت جهود إمارة المنطقة ولجانها بمشاركة القطاع الخاص من الشركات الراعية والأفراد المخلصين. إن هذه المبادرات المخلصة للنهوض بالسياحة الداخلية تعكس مدى اقترابنا من المفهوم الحقيقي للسياحة فهي علاقة تبادل منفعة بين السائح ومقدم الخدمة فعاليات دائمة.. ومشاركة شعبية مستمرة وإدارة ناجحة. ولهذا يا حبذا لو تم وضع برامج سياحية طيلة أشهر السنة تشترك فيها الجهات الحكومية ذات العلاقة مع الشركات والمؤسسات الخاصة. برامج تجعل السياحة استثماراً مفيداً لصاحب رأس المال، ورزقاً حلالاً لبعض المواطنين، ومتعة بريئة للزائرين والمقيمين. ولتحقيق ذلك أقترح: - إنشاء شركة أو شركات سياحية لها إمكانات مادية وبشرية وآلية تجعلها قادرة على تنفيذ برامج سياحية شاملة (المواصلات - الإقامة - الترويح). - وضع نظم إدارية للجهات الحكومية ذات التماس مع النشاط السياحي تساعد تلك الشركات السياحية والفرق الشعبية على أداء برامجها ولا تعيقها. - إقامة المسارح والمتاحف في المحافظات وفتحها للجمهور مقابل رسوم دخول مناسبة وبتنظيم يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا. - توظيف مرشدين سياحيين للتعريف بالمناطق الأثرية. - إنشاء مطارات صغيرة في المحافظات البعيدة عن المطار الرئيس للاستفادة منها في هبوط وإقلاع الطائرات السياحية الصغيرة. - تشجيع المواطنين على إنتاج وعرض وبيع مصنوعاتهم الشعبية المحلية للسياح. - تشجيع قيام الفرق الشعبية في المحافظات لإظهار تراث المنطقة للزائرين مقابل رسم مشاهدة معقول. - زيادة الرحلات الجوية في المواسم السياحية وتقديم عروض موسمية تشجيعية. إن السياحة الداخلية وبخاصة في منطقة جازان مؤهلة لاجتذاب أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين لما لهذه المنطقة ومناطق المملكة من خصائص سياحية تمتاز بالتنوع والجمال والإثراء المعرفي، ولا تحتاج إلا إلى فكر سياحي متجدد وجرأة مالية وإدارية تخرج بها من منطقة الأحلام إلى أرض الواقع.