سقط شهيدان أمس الخميس في غارات جوية إسرائيلية توالت منذ الصباح الباكر على قطاع غزة، وقدمت إسرائيل مبرراتها الجاهزة بان الغارات أحبطت هجمات صاروخية كانت ستقع على أراضيها، وفي غزة أمس أيضاً وجدت الحكومة الوليدة دعماً من رجال المقاومة الشعبية الذين قدموا لها المئات من عناصرها لدعم شرطتها، وتواصلت في ذات الوقت في بقية أنحاء فلسطين الاعتداءات اليومية للاحتلال التي تشمل الاقتحامات والاعتقالات وذلك بعد وجبة الاغتيالات الصباحية في غزة. قالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان إن طائرات الاستطلاع الحربية الإسرائيلية شنت ثلاث غارات جوية أمس الخميس الواحدة تلو الأخرى على سيارتين وسط قطاع غزة ما أسفر ذلك عن استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين. وفي غارة أولى، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخين تجاه سيارة مدنية من نوع مرسيدس رمادية اللون كانت تسير على الطريق الساحلي في دير البلح دون أن يسفر ذلك عن إصابة أي من ركابها، لكن شظايا الصاروخين أصابت السيارة، كما أفادت مصادر أمنية وشهود.وأكد شهود أن ركاب السيارة تمكنوا من مغادرة السيارة فور سقوط الصاروخ الأول الذي أصاب الشارع محدثاً حفرة وسطه. وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي الغارة الجوية قائلة إنها استهدفت مجموعة من النشطاء الفلسطينيين الذين كانوا في طريقهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل، على حد زعمها. وقال معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة إن الطائرات شنت بعدها بعدة دقائق غارة جوية ثانية على سيارة أخرى في المكان وغارة جوية ثالثة بعد ذلك مباشرة أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين بجراح، في حين أكدت مصادر طبية في مستشفى (شهداء الأقصى) بوسط قطاع غزة نبأ استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بجراح في الغارات الثلاث. وقالت المصادر إن أحد الشهيدين هو وائل إبراهيم الأقرع ( 28 عاما) غير أنه لم يتم إيراد معلومات عن هوية الشهيد الثاني. وقال الشهود إن الشهيدين من أعضاء الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. ومن جانبٍ آخر أعلنت لجان المقاومة الشعبية أمس الخميس أن 500 من عناصرها المسلحين يشاركون في القوة الأمنية التنفيذية التي قرر وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام تشكيلها، مؤكدة أن هذه القوة ستردع من يحاول التعدي على أي مؤسسة حكومية أو وزير وأي (عدوان) إسرائيلي. وقال أبو عبير المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في مؤتمر صحافي في مدينة غزة إن (500 من أعضاء لجان المقاومة الشعبية من أصل ثلاثة آلاف عنصر سيشاركون في القوة الأمنية التي بدأت عملها قبل أسبوع).وكان أبو عبير يتحدث محاطاً بعشرات المسلحين من أعضاء ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة. وقدم عشرات من المسلحين الملثمين من عناصر لجان المقاومة الشعبية عروضاً عسكرية في الصبرة في مدينة غزة قبل بدء المؤتمر الصحافي. وقال أبو عبير إن هؤلاء المسلحين يشاركون في القوة الأمنية. وأكد أن هدف هذه القوة التي ستخضع مباشرة لوزير الداخلية وقائد الشرطة و(سيتم دمجها في جهاز الشرطة هو حماية أمن شعبنا ومساندة الشرطة والأمن للدفاع عن أبناء شعبنا وحماية الشخصيات والمؤسسات التابعة للحكومة في حال أي خرق لأي من هذه المؤسسات أو الشخصيات). وأوضح أن هناك مجموعات تابعة لهذه القوة في كل منطقة على أهبة الاستعداد، مؤكداً أن (عملنا واضح. هذه قوة ردع لكل من يحاول أن يتطاول على حرية شعبنا وأمنه وضد الفساد والفاسدين ولإنهاء الفلتان الأمني وفوضى السلاح). وقال أبو عبير (إن القوة التي ترابط ليلاً سيكون لها عمل في مؤسسات السلطة وستشارك في ردع أي عدوان صهيوني على شعبنا وسنردع العدو وعملاءه بلا رحمة ولتخرس كل الألسنة التي تقول إن سلاح المقاومة غير شرعي). وكان وزير الداخلية قرر تشكيل قوة أمنية تنفيذية من الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية لمساندة الشرطة والأمن في مهامهم لإنهاء حالة الفلتان الأمني وهو القرار الذي رفضه رئيس السلطة الفلسطينية وأصدر مرسوماً رئاسياً بإلغائه. وعودة إلى الاعتداءات اليومية لقوات الاحتلال فقد اعتقلت هذه القوات أمس عدداً من المواطنين خلال اقتحامها مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.وأفادت مصادر أمنية في المدينة بأن قوات الاحتلال داهمت عدة أحياء من المدينة ومخيم بلاطة وبيت ايبا وبلدة عصيرة الشمالية وقامت بتفتيش عددٍ من المنازل واعتقلت المواطنين عبد الفتاح برهم وعادل حافظ خليل أبو ليل من مخيم بلاطة ومحمد نبيل دبوس (20 عاماً) ومحمود أحمد رشيد دبوس (22 عاماً) من بيت ايبا واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وكانت قوات الاحتلال احتجزت خمسمائة مواطن على طريق الباذان - نابلس لساعات طويلة ومنعتهم من الوصول إلى منازلهم في القرية. كما أقامت هذه القوات حاجزاً عسكرياً مفاجئاً بين بلدة قباطية وقرية صانور جنوب جنين شمال الضفة الغربية واحتجزت عشرات السيارات لفترة طويلة.وأفادت مصادر فلسطينية، من جانبٍ آخر، بأن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية اجتاحت فجر الخميس بلدة اليامون في جنين وشنت حملة دهم وتفتيش طالت عشرات المنازل وسط إطلاق نار وقنابل صوت واعتقلت ثلاثة عشر مواطناً. كما اقتحمت أعداد من الآليات العسكرية لجيش الاحتلال بلدة العبيدية بيت لحم وفرضت إغلاقاً كاملاً على المداخل الرئيسة لها، وحاصر الجنود منزل المواطن عزيز محمود العصا وقاموا بدهمه وتفتيشه والعبث بجميع محتوياته واعتقلوا نجله صهيب (20 عاماً) واقتادوه إلى جهة مجهولة. إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الخميس أنه أفشل يوم الثلاثاء الماضي يوم ذكرى ما يسمى محرقة اليهود، محاولة لشن عملية انتحارية انطلاقاً من شمال الضفة الغربية.