تبقى الطفولة بذكرياتها في الأذهان وتبقى أحلام الطفولة البريئة البسيطة بين لعبة وأخرى في الذاكرة. يتساءل الأطفال لماذا ندرس؟ كما تساءلنا من قبل ووجدنا أنفسنا في أمواج التعليم نصارع.. منّا من غرق ومنّا من يكاد يغرق وتستمر رحلته بصعوبة ومنّا من أتقن العوم فرأى في السباحة هواية. أكملنا التعليم بكل حالاتنا وبكل مراحله، كل منّا كان يرى بأنه جزء لا يتجزأ من مجتمعه من مدرسته وصفّه.. وعندما يتغيب يبقى كرسيه وطاولته الصغيران فارغين ينتظرانه.. ويُذكر اسمه حتى في الغياب. وعندما كبرت الطفلة أصبحت تحلم بدور أكبر وبتحقيق ذاتها والشعور بنوع من الاستقلالية الطبيعية لتصل إلى جزيرتها. ولكن عندما تصطدم بصخرة البطالة من المسؤول؟؟؟ عندما لا أجد حقوقي كمواطنة متعلّمة.. عندما أفقد الشعور بالعطاء وبالوجود في مجتمع أخذت منه لأعطيه.. وأرى أنه يستغني عن عطائي.. عندما يندثر الطُموح بداخل طَموح وتفقد الحياة رونقها.. عندما أطرق كل باب لأجد به من لم يصل إلى بر الأمان.. لمن أوجّه سؤالي.. ومن ألوم؟! أيعلم (هو) بأن الساعات والدقائق وحتى الثواني تتجول في كل شخص عاطل لتقتل أمانيه.. وهو المسؤول؟ هل يعلم بأن الاصطدام بالصخور يؤدي إلى أمراض نفسية وانحرافات أخلاقية وأني لأتساءل: لماذا الوالدان ينجبان إذا كانا لا يعرفان كيف تكون أصول التربية؟.. ولماذا المدير يكون بهذا المنصب إذا كان لا يعرف كيف تكون الإدارة ناجحة؟.. ولماذا المسؤول يبقى مسؤولاً إذا كان لا يعرف إلا التهاون بالمستقبل وإعدام الاحلام؟