الرجل هو جازي بن هجاج الوسوس، شيخ قبيلة الوساوسة من قبيلة الفردة من حرب الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الأحد 19 - 2 - 1427ه عن عمر يناهز الواحد والسبعين عاماً رحمة الله تعالى عليه، حيث توفي في الرياض وصلي عليه في بريدة ودفن في بلدته محبوبته طلحة وحزن عليه كل من يعرفه حزناً شديداً لما أعطى لقبيلته وبلدته أكثر مما أعطى لنفسه وعائلته. اشتهر جازي بالكرم والوجاهة وحلَّ كثيراً من مشاكل القبيلة. ومن أقواله المشهورة عنه قوله: لو أن كل ما جمعته من المال وضعته في جيبي لكنت من أغنى الناس وهو صادق، بهذا القول يشهد له به من يعرفه. وبيته عبارة عن مجلس ومطعم مفتوح الأبواب 24 ساعة ما إن تنتهي مناسبة حتى تبدأ أخرى ولا تسأل عن المصاريف. وأهل هذا البيت جُبلوا على الكرم لا يتعبون ولا يسأمون من كثرة الضيوف وهم بهذا يذكّرونني ببيت من قصيدة قالها حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه يمدح فيها القساسنة ملوك الشام: يغشون حتى ما تهرُّ كلابُهمُ ولا يسألون عن السواد المقبل والبلدة هي طلحة الواقعة شمال الأسياح وغرب ضيدة وشرق بلدة مدرج في موقع ممتاز وعلى مرتفع متساوٍ تحيط بها عدة رياض جميلة أسسها جازي في عام 1387ه على أساس إقطاع من جلالة الملك فيصل - رحمه الله - يشتمل على طلحة وأطرافها، حيث استخرج جازي مخططاً جميلاً لها وشملها صندوق التنمية العقاري بقروضه. وأصبحت طلحة اليوم بلدة كبيرة يلتقي فيها ثلاثة خطوط أسفلت هي خط بريدة الأسياح طلحة، وخط بريدة البطين القعرة طلحة وخط حايل مدرج طلحة ومن طلحة يستطيع المواطنون الاتجاه غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً، وتشتمل طلحة على دوائر حكومية مثل مركز طلحة الذي يرأسه ابنه نواف بن جازي الوسوس الذي سار على نهج والده وعلى مدارس حكومية، وطلحة مغذاة بالماء والكهرباء والهاتف والجوال وهي بلدة تنمو بسرعة آهلة بالسكان ولها مستقبل زاهر ولا ينقصها فقط سوى المركز الصحي وخصوصاً أن طلحة يرتادها كثير من أبناء البادية الرحّل والأرياف علاوة على السكان المقيمين دائماً فيها وحاجة سالكي هذه الطرق ليلاً ونهاراً ولما تربطني بجازي من القرابة والصداقة والعلاقة الشخصية فقد رثيته بالأبيات الآتية وهي بعض ما يجب علي نحوه رحمه الله تعالى.