التهاب القولون التقرحي أو المرض المعوي الالتهابي أو داء الأمعاء الالتهابي جميعها مصطلحات تصف حالات مرضية مزمنة طويلة الأمد. فمرض التهاب القولون التقرحي قد يؤدي إلى تكون قرح أكّالة. وهو غالباً ما يبدأ في المستقيم ثم يمتد إلى القولون. ومع أن سببه لا يزال غير معروف، إلا أنه يؤدي في النهاية إلى التهاب بطانة الأمعاء الغليظ وتقرحها لاحقاً وخروج الدم منها. وعادة يصيب التهاب القولون التقرحي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 40 سنة، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال. وتحدث نوبات التهاب القولون التقرحي على فترات متباعدة تتخللها في العادة فترات خالية من الأعراض. *** التهاب الملتحمة ومن علامات واعراض التهاب القولون التقرحي: - ألم في البطن، تعب، حمى اسهال مؤلم مع ظهور دم ومخاط وصديد في البراز. وبالنسبة لتأثيره على أعضاء الجسم الأخرى فمن الممكن في الحالات الشديدة لالتهاب القولون التقرحي أن يؤثر في الجلد فيؤدي لظهور طفح في الجلد، والعين حيث يتسبب بالتهاب الملتحمة، والكبد: ويتسبب برواسب دهنية، ويؤدي لتكون حصى في الكليتين، والمرارة. *** اختبارات معملية عادةً ما يجري الطبيب عدة فحوصات تعطي مؤشراً واضحاً عن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي مثل: درجة الحرارة وضغط الدم والنبض ووزن الجسم، الفحص الدقيق للبطن والمستقيم وفحص أي أجزاء في الجسم قد يجد فيها أو عندها أعراضاً، مثل المفاصل أو العينين. قد يأمر الطبيب بإجراء الاختبارات المعملية التالية: إحصاء كامل لعدد خلايا الدم: يحتمل أن يكون مرة كل ستة أشهر، أو بعدد أكبر من المرات إذا كان المريض يعاني أمراضاً. مستوى الزلال (الالبيومين) في الدم: يحتمل أن يكون مرة كل ستة أشهر أو بعدد أكبر من المرات إذا كان المريض يعاني أعراضا مثل: سرعة ترسيب خلايا الدم الحمراء أو بروتين (ج) التفاعلي، استخدام منظار القولون مع أخذ عينات من جدار القولون. الأشعة المقطعية بالحاسب الآلي للبطن، ويقوم الطبيب بتوجيه عدة أسئلة للمصاب للاستفسار عن مدى استجابته للدواء كالاستفسار عن زيادة أو نقصان عدد مرات التبرز لديه منذ زيارته الأخيرة للطبيب هل لاحظ وجود دم أو مخاط في برازه في أي وقت من الأوقات؟ ما طبيعة ألم البطن الذي يعانيه؟ هل يعتقد أن الأدوية التي يتناولها نافعة له، ما حال شهيته؟ *** سرطان القولون والمستقيم يمكن لالتهاب القولون التقرحي التسبب بمضاعفات خطيرة منها الانثقاب: حيث يمكن أن يتشكل ثقب في جدار القناة الهضمية يتسبب بتسرب محتويات المصران، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الصفاق Peritonitis، وهو التهاب يصيب بطانة التجويف البطني. - التوسع السام: يمكن أن تتمدد الامعاء الغليظة، مثل البالون، ثم ينفجر، وإذا لم يتلاش هذا الانتفاخ، يتعين إزالة الموضع المصاب، ويرجح أن يحدث التوسع السّام في التهاب القولون التقرحي. سرطان القولون والمستقيم: يزيد التهاب القولون التقرحي لدرجة كبيرة من احتمال الإصابة بهذا السرطان، لذلك يتم مراقبة المصابين به بشكل منتظم. ولعلاج التهاب القولون التقرحي فإن معظم المصابين به يتناولون عقاراً يدعى 5-ASA لتقليل عدد النوبات وتسكين المرض. ويحتاج المريض أحياناً إلى أخذ عقاقير كابتة للمناعة. وفي الحالات الشديدة، يمكن إعطاؤه أدوية ستيرويدية. وإذا فشل العلاج بالعقاقير، تزال المنطقة المصابة من القولون بواسطة الجراحة. في بعض الحالات يتعيّن إزالة القولون بكامله بحيث ينتهي المعي عند اللفائفي (القسم الأخير من الامعاء الدقيقة). وبعد ذلك يعيد الجراح توجيه اللفائفي نحو فتحة اصطناعية في البطن. ويوصل كيساً بهذه الفتحة من أجل تفريغ محتويات الأمعاء. ويسعى الجراحون حالياً إلى تشكيل جيب تخزين جديد من المعي اللفائفي ووصله بنهاية المستقيم، وهذا يعني أن المريض يكون باستطاعته قضاء حاجته كالمعتاد، رغم أن البراز يكون أكثر رخاوة. لكن ذلك يمكن أن يترك قسماً صغيراً من القولون معرضاً للإصابة بالتهاب القولون التقرحي في المستقبل. الدكتورة فوزية دريدي استشارية أمراض الجهاز الهضمي والمناظير