أكد الشيخ محمد بن بقنه الشهراني عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة نجران على حاجة الداعية إلى تطوير أدواته وأساليبه الدعوية، والأخذ بما استجد من وسائل العصر في التأثير على المتلقين، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين تطوير وتحديث الخطاب الدعوي للوصول إلى أكبر قدر من المدعوين والتأثير فيهم، وبين محاولة المساس بالثوابت الدينية، فتطوير الخطاب الدعوي أمر مطروح للبحث وعلينا أن نجتهد فيه ونأخذ بأسباب التطور، أما المساس بالثوابت وركائز الدين فهو أمر مرفوض، وقال الشهراني: على الداعية أن يعتمد على الحجة والبرهان والأدلة والإقناع لا على أي شيء آخر من أجل إقناع المستمعين، كما أننا في حاجة إلى التفرقة بين الخطاب الموجه لغير المسلمين سواء في الداخل أو الخارج وبين الخطاب الدعوي الموجه للمسلمين. جاء ذلك في حوار مع الشيخ محمد الشهراني ل(الجزيرة) وفيما يلي نصه: * كثر الحديث عن تجديد الخطاب الديني الدعوي ماذا يعني هذا التجديد؟ - إن الناظر في واقعنا المعاصر بعين المتفحص والمتدبر ليرى الفوارق في عامة الناس وخاصتهم في طريقة التفكير وطريقة الطرح عما كانوا عليه قبل عشر سنوات تقريباً، وليس ذلك من باب المصادفة، بل هو أمر منطقي ومتوقع في زمان الانفتاح الفكري والإعلامي، لقد أصبح الناس في هذا الزمان يتلقون معلوماتهم من الداخل والخارج، ويرون غيرهم كيف يفكرون وكيف يتكلمون ويناقشون ويسألون، تفتقت أذهانهم على مسائل لم يكونوا يعرفونها وأخرى كانت من المسلمات أصبحت عندهم مما يقبل فيها الخلافات. في خضم هذه النقلة الفكرية لدى عامة الناس يبرز الخطاب الديني الدعوي أهم الخطابات المتوجهة للمستمعين والمتلقين، ولا يصح أن يكون هذا الخطاب ركيكاً أو ضعيفاً، ولا يصح أن يبقى أيضاً هو الخطاب الوحيد الذي لا يطاله التطوير والتحديث دون مساس للثوابت والسنن النبوية الصحيحة. إن المتلقي في زمن العولمة قد تغير عما كان عليه في زمان مضى، والسائل في زمن الفضائيات تغير أيضاً عما كان عليه في زمن نستطيع أن نصفه أن فيه شيئاً من الانضباط في طرحه المرئي والمسموع. * هل المطلوب أن يكون الخطاب الدعوي ثابتاً في وسط عصر متغير؟! - الخطاب الدعوي في هذا الزمان لا بد أن يكون فيه قدر كبير من التأصيل المنهجي والعلمي والشمول والتوازن والإقناع واللغة الراقية والتيسير لا التسهيل. الخطاب الدعوي المعاصر يحتاج للمحات تبصيرية تجديدية يستطيع عبرها الوصول إلى قلب سامعه بكل سهولة ويسر فيستقر في فؤاده ويؤمن به جنانه وتعمل به أركانه، خطاب دعوي يتعامل مع الواقع بروح إيجابية لا سلبية وينمي المجتمع ويدير الحياة ويقف بصلابة ضد التحديات الخارجية وخاصة بعد انفتاح تكنولوجيا المعلومات والقنوات الفضائية كما قد أسلفت. * لماذا لا يستفاد من ركائز الخطاب الدعوي في عصر النبوة؟ - إن الناظر في مراحل الدعوة المحمدية على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التسليم ليلحظ أن لكل مرحلة فقهها الدعوي الذي يخصها فما كان في مرحلة سريا أصبح في أخرى واجباً إظهاره، وما كان في مرحلة ممنوعاً فيه من القتال أصبح في أخرى مأذونا فيه بل واجب في مرحلة، وهكذا يتغير فقه الدعوة إلى الله تعالى من زمان إلى زمان ومن وقت إلى آخر وهذا الفقه لا بد أن يكون دائماً بين عيني الداعية إلى الله تعالى، فما يصلح أن تجهر به في بلد قد لا يصلح أن تتفوه به في بلد آخر وما لا يصلح أن تتكلم به في ظروف معينة قد يجب عليك النطق به في ظروف أخرى وهذه المسألة من أوائل النقاط التي يجب أن يراعيها ملقي الخطاب الدعوي. * مصلحة العباد والمصالح الخاصة للناس لماذا يتجاهلها الخطاب الدعوي؟ - على الداعية أن يعي أن كل تشريع رباني يحمل مصلحة العباد، وأن من التشريع السماوي مراعاة المصالح والمفاسد، وأن القاعدة الفقهية العظيمة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) أساس من الأساسيات التي يعمل في ظلها الداعية إلى الله تعالى، هذه القاعدة تضيق مساحات الخلاف وتوجه لاحترام اجتهادات الآخرين وتغرس في النفس إحسان الظن بالمسلمين، بشرط أن يفقهها الملقي للخطاب الدعوي. * معنى ذلك أنكم تريدون أن يكون الخطاب واضحاً لا معقداً؟ - وهذا مهم جداً لتطوير الخطاب الدعوي عند الدعاة، فليس معنى تحديث الخطاب الدعوي أن يأتي المتكلم بغرائب المفردات كما يفعل الحداثيون في شعرهم ولا أن يأتي بسجع الكهان كما يفعل المتنطعون من أهل اللغة في نثرهم إنما الواجب على الداعية أن يأتي بكلام مفهوم عند عامة الناس وخاصتهم، ينبغي للداعية أن يختار من الألفاظ ما يكون بيناً واضحاً لدى المتلقي، وليس معنى هذا أن ينزل بخطابه إلى مستوى العوام فيبتعد عن آداب الكلام وعن اللغة الراقية والكلمة الجذابة ولكن المقصود أن يسدد ويقارب وهو ما يصفه البعض (السهل الممتنع) سهل في العبارة ممتنع من التكلف، وهذا الذي نص عليه القرآن وثبت في السنة فقد قال الله تعالى في سورة الشعراء (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِي مُّبِينٍ)، فالله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين واضح ليس فيه خفاء وليس فيه باطن وظاهر بل هو ظاهر كله لا إشكال فيه، يفهمه العربي بمجرد قراءته له وما استشكل عليه فإنه يسأل عنه أهل العلم (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ). * الحجة والدليل والبرهان في قوة الخطاب أم الصوت العالي؟ - مما ينبغي أن يراعيه الداعية في خطابه الدعوي (قوة الحجة في خطابه) وقوة الحجة تستمد من الدلائل والبراهين التي يقدمها الداعية في خطابه الموجه للمدعو، فإن هذا العصر وهذه الأيام بالذات أصبح الناس يتلقون معلوماتهم من مشارب عدة وعبر قنوات شتى، ومن الذي يستمع إليه الناس صاحب الخطاب الدعوي، وهم يميلون إليه أكثر من غيره لأن القلوب مفطورة على حب الخير، ولكن هذه القلوب إذا وجدت صاحب هذا الخطاب ضعيفاً في حجته ضعيفاً في استدلاله لما يطرح فإنهم يتوجهون لصاحب الحجة والدليل وقد يكون هذا علمانياً أو ليبرالياً أو ثورياً أو مبتدعاً لوى عنق الأدلة لمصلحة خطابه فتوجه عامة الناس معه وسحرهم بيانه وقوة استدلاله. والقارئ في منهج أنبياء الله تعالى ودعوتهم لأقوامهم ليجد أنهم يأتون بالسلطان المبين والحجة الدامغة لصحة دعوتهم، فإبراهيم عليه السلام يناظر قومه بالحجة والبرهان، وموسى يأتي بالآيات والدلائل وعيسى يحي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وينشق القمر لقومه، كل هذا ليكون خطابهم الدعوي عليهم الصلاة والسلام حجة على غيره مهيمن على كل خطاب، فسبحان من يسر لأنبيائه حججاً يردوا بها تكذيب الكافرين المعاندين القائلين كما في سورة إبراهيم (10): (فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ)، قال البغوي في تفسيره (3-28) (أي حجة بينة على صحة دعواكم)، وقال السعدي رحمه الله تعالى (أي بحجة بينة وظاهرة). * للأسف بعض الدعاة يتجاهل ظروف وأحوال المتلقين، لماذا؟ - مما يجب أن يراعيه الخطيب والمهتم بالخطاب الدعوي أصناف المخاطبين الذين يخاطبهم، فنحن بحاجة إلى خطاب دعوي يفرق بين مخاطبة الكافر الذي لا يؤمن بما نؤمن به فنجادله بالتي هي أحسن ونؤلف قلبه بخطابنا، وبين العقلانيين الذين لا يؤمنون إلا بما يوافق عقولهم وقد يكونون من المنتسبين إلى المسلمين، وبين أهل الشبهات الذي استشربت قلوبهم الشبهة فهم لها مستسلمون وبين أهل الشهوات الذين يتبعون الهوى وبين المتمسكين بالأعراف والعادات والتقاليد فهم مقيدون بها. كل من هؤلاء يحتاج إلى أسلوب وطريقة عرض تختلف عن الآخر، وخطابنا الدعوي ينبغي أن يظهر ويعلو ولا يعلا عليه كما قال الله في الآية (33) من سورة التوبة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، ومن أجل هذا الظهور لا بد أن يراعي الخطيب أن هناك أصنافاً من المدعوين يستمعون إليه كل له مشرب وكل له قناعة ينبغي له أن يراعيها وهذا يجرنا لأمر آخر وهو: مراعاة أفهام المخاطبين، وهذا ايضاً مثل سابقه فإن كان المتحدث سيراعي مع من سيتكلم فينبغي عليه أيضاً أن يراعي فهم المتلقي وهذا ثابت في السنة فقد خص البخاري رحمه الله في صحيحه باباً سماه (باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا) في كتاب العلم، وقال رحمه الله (قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)، وروى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة). * كيف يمكن الارتقاء بالخطاب الدعوي في عصر العولمة؟ - لكي نرتقي بخطابنا الدعوي ينبغي على صاحبه أن يهتم بحالة المخاطبين والأحوال لهم وهذا الذي نجده في سيرة المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام فقد كان يراعي أحوالهم ونفسياتهم، فهذا أحد الصحابة يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فيقول له كما عند البخاري (لا تغضب) وآخر يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فيقول له كما عند مسلم وأحمد (قل آمنت بالله ثم استقم) وثالث يقول له (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد. فصاحب الخطاب الدعوي ينبغي أن يكون لبيباً ذكياً في طرحه فيراعي أحوال من يتحاور معه ومن ينصت إليه، وقد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السيمة علينا)، فسبحان الله، من يسأم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه؟! ولكنه الفقه الذي كان يعلمه أصحابه عليه الصلاة والسلام. كما ينبغي له ألا يصدر الأحكام جزافاً في خطابه مع من يحاوره أو من يستمع إليه، إنما يستفصل عن مقصود المتحدث ويتكلم بخطابه على خلفية ما علم من مقصود الطرف الآخر، وما أجمل كلام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (3-62) وهو يعلق على حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم (أخطأ من شدة الفرح) حيث قال رحمه الله (إياك أن تهمل قصد المتكلم ونيته وعرفه فتجني على الشريعة، وتنسب إليها ما هي بريئة منها). * البيئة المحيطة بالداعية قد تؤثر على أدائه كيف ترى ذلك؟ - وهذا الأمر من أهم الأمور التي ينبغي أن يراعيها المهتم بالخطاب الدعوي وهو النظر في بيئة من يخاطبهم ومعرفة عرفهم، فبعض الخطابات قد تصلح في الشرق الإسلامي ولكن لا تصلح في أوروبا، ويعضها قد يصلح فيها الانفعال والبعض لا يصلح فيه ذلك، فالجمود ممقوت والتصلب على طرح واحد منفر. وأحب أن أذكر أهل الخطابات الدعوية وخاصة المتنقلين في البلدات أنهم دعاة إلى الله ولا يشترط للداعية أن يكون مفتياً فمقومات المفتي قد لا تجتمع في ملقي الخطاب الدعوي فلا يقحم نفسه فيما ليس له فيه قدم، ولا حرج أن ينقل فتوى العلماء فيكون ناقلاً للفتوى أو يقول لا أدري ولا أعلم فيما يسأل فيربي الناس عليها. * فقه الأولويات هل هو غائب عن الدعاة اليوم؟ - من أجل تحديث وتجديد الخطاب الدعوي ينبغي علينا أن نركز على فقه الأولويات فيما نطرح، فكما أننا نقدم الفرائض قبل النوافل والواجب قبل السنة فإننا في طرحنا ينبغي أن نقدم الأهم ثم المهم للناس ولا نكون في واد والناس مشتغلون بأمر في واد آخر. * كيف تنظرون إلى مسألة الخلاف في الاجتهادات؟ - ألا إن للخلاف آداب ينبغي أن يراعيها أهل الخطاب الدعوي فلا يصح أن يكون أصحاب أفضل وأرقى الخطابات هم أقل الناس أدباً في خطاباتهم، وهذا قليل ولله الحمد ولكنه موجود وخاصة فيما يطرح في بعض القنوات الفضائية الحوارية فنجد أن صاحب الخطاب الدعوي أكثر انفعالاً وأعلى صوتاً وأكثر حركة بينما نجد الآخر قد يكون من أعظم الناس نشراً للسوء إلا أن أسلوبه راق وكلامه متزن وحركاته منضبطة، كلنا يعلم أن الأول ما حمله على ذلك اندفاعه للخير وأنا هنا أقرر أننا كلنا ضد الاندفاع في كل شيء وخاصة في الخطاب الدعوي وإنما نريد الحماس المنضبط بضوابط الشرع، والحماس الراقي الرائع الذي يحرج السامع ويفرض الاحترام على كل من أنصت له. إن كثيراً من الكلمات والأطروحات تكون بأسلوبها مستفزة فتستدعي الخلاف، ومن المخاطبين بالخطاب الدعوي من يرفض الخطاب نظرياً ولكنه يصنع الخلاف عملياً، نحن بحاجة إلى خطاب دعوي مرن مع كل من النوازل يراعي فيه ملقيه أدب الخلاف مع المخالفين ولو كانوا من الذين هم للدين معاندين ومحاربين. * في عصر المعلومات، ما هو المطلوب من الدعاة؟ - مما ينبغي مراعاته في الخطاب الدعوي في هذا العصر بالذات الانتباه إلى المصطلحات، فلا يورد المتحدث أي مصطلح إلا وهو عالم به وبضوابطه وقيوده، فكما سبق وأن قلت وما زلت أكرر أن هذا العصر عصر طفرة المعلومات والمتكلم في الشرق يسمعه عبر الفضائيات من في الغرب فينبغي إذ ذاك أن نضبط اصطلاحاتنا ولا نتكلم مع الناس بحسن نية أنهم يفهمون مقاصدنا بل نتكلم بحذر ونجعل الأصل أن السامع لا يفهم إلا ما نقول وننطق به وأنه لا يعلم ما يدور في النيات فلا يعلم ذلك إلا رب البريات. وكذلك الحديث عن مسألة المبالغة في الحديث أو المبالغة في الأسلوب، فنجد أن بعض الخطباء أو المتحدثين في مجال الدعوة عنده كل المواضيع مهمة للغاية وخطيرة وعاجلة ولا تستحمل التأخير ولا بد من طرحها قبل فوات الأوان، وهذا خطر جداً على الخطاب الدعوي إذ يخرج المستمع بقاعدة عنده مترسخة أن كل ما يتكلم به أهل الخطاب الدعوي مبالغ فيه فيستسهل كل خطاب ولو كان مهماً فعلاً. إن الواجب علينا أن نضع الأمور في محلها ولا نبالغ ونحجم من صغائر الأمور في حديثنا، وليس معنى هذا أن نكون مستهترين بكل حدث أو حديث، ولكن المقصد أن المهم نقول عنه مهماً وغيره نضعه في قالبه المناسب له حينها تترسخ مصداقيتنا عند سامعينا. وهناك نوع آخر من المبالغة في الخطاب الدعوي وهي المبالغة في الأسلوب، وذلك بالتصنع الواضح لجذب انتباه السامعين، وهذا الأمر يظهر جلياً عند كثير من الاخوة الذين يظهرون في الفضائيات، فترى أحدهم مبتسماً طوال وقته لأن المخرج طلب منه ذلك وقد يكون المقام لا يناسب ذلك، وآخر مقضب جبينه حزين وهو يتكلم عن حسن العشرة الزوجية ومداعبة الأولاد، وثالث يتكلم بأسلوب يتمسك فيه ليقبل المستمع حديثه، وآخر يبالغ في اهتمامه بمظهره وهندامه ويحذر على هيئته طوال جلسته أمام الكاميرا وغير ذلك كثير، وأنا هنا لا أنتقد أمثال هؤلاء انتقاصاً لهم، معاذ الله، وإني على يقين أنهم لا يريدون إلا الخير، ولكني أريد أن أصل معهم إلى أن البساطة جميلة في كل شيء، وأن يكون المرء منا على طبيعته يلقي ما عنده من خير دون اصطناع أو مبالغة مقصودة أو غير مقصودة، فذاك هو المطلب في طرحنا لخطابنا الدعوي. * استثمار وسائل التقنية الحديثة هل في حاجة لتأهيل؟ - نعم على الداعية أن يستثمر كل سبيل مباح لإيصال خطابه الدعوي ويقتحم كل المجالات الحديثة ليوصل للناس دعوة سيد الناس عليه الصلاة والسلام، فالقنوات الفضائية الملتزمة بالنهج الصحيح وسيلة، والمجلات الإسلامية الهادفة وسيلة، والإنترنت ومنتدياته الحوارية الناضجة وسيلة، والشريط الإسلامي وسيلة، والكتاب والكتيب والمطوية وسيلة. ينبغي علينا أن نستغل هذه الوسائل وغيرها لنشر خطابنا الدعوي ولكن بشرط ألا يقحم الداعية نفسه في إحدى هذه الوسائل إلا حينما يرى في نفسه الأهلية والإبداع فيما سيلجه من هذه الوسائل.