د. اللحيدان:العمل الخيري والاجتماعي بالمملكة ينطلق من قيم إنسانية نبيلة

لجنة تيسير الزواج بالبكيرية:قيم نبيلة ورسالة إنسانية واضحة الأهداف والمعالم

ينطلق العمل الخيري والاجتماعي في المملكة من قيم إنسانية نبيلة ورسالة واضحة الأهداف والمعالم. من أهمها التعاون على البر والتقوى والعمل الصالح، وإيجاد مجتمع تسوده الرحمة والتكافل والتآزر.
في هذا الصدد صرح رئيس لجنة تيسير الزواج بمحافظة البكيرية الدكتور عبدالله بن حمد اللحيدان ل (الجزيرة)، قائلاً:
من المنطلقات التي دعا إليها ديننا الحنيف جاءت فكرة لجنة تيسير الزواج في محافظة البكيرية لتساهم في مساعدة الشباب والفتيات على الزواج بعد أن أخذت قضية الزواج وارتفاع تكاليفه أبعاداً اجتماعية تتطلب رفع درجات الوعي لدى المجتمع والأسر بأهمية التيسير في أمور الزواج.. ومن هنا نبعت فكرة اللجنة لتكون أداة لفعل الخير والعمل التطوعي عن طريق تقديم دعم مالي ومعنوي لكل من لا تسمح ظروفه الاجتماعية بالإقبال على الزواج وتكوين الأسرة الصالحة. وأضاف الدكتور اللحيدان:
إن البعد الديني والاجتماعي في هذا العمل الخيري المثمر يوضح بصورة لا تقبل الشك أن الإنسان المسلم جبل على فعل الخير والمساهمة في إيجاد الحلول لهذه القضية التي أصبحت تشكل ظاهرة.
وتقدم بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لدعمهما المستمر لهذه المشاريع كما شكر سمو أمير منطقة القصيم - وفقه الله - على دعمه المادي والمعنوي للجنة. وقال: إن الشكر موصول لجميع المساهمين والداعمين لهذا المشروع وعلى رأسهم الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي والشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي ولجميع من ساهم بقليل أو بكثير من أبناء البكيرية. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكل ما فيه صالح هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
حلقة الوصل
وعن دور اللجنة في تيسير زواج الشباب يقول ناصر بن محمد الفريج نائب رئيس لجنة تيسير الزواج: من فضل الله علينا في هذه البلاد المباركة ما امتن به المولى سبحانه من كثرة النعم التي لا نحصي لها عدداً ولا نستطيع لها شكراً ومن هذه النعم الكثيرة نعمة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بشتى طبقاته وعلى مستوياته كافة ومن ذلك التكافل العريض والشامل لكثير من الحاجات بل من الضرورات.. ما تسعى به لجان ومشاريع الزواج من تيسير أمر الزواج للشباب ويتمثل ذلك بالماديات المحسوسة كالقروض والمساعدات والتوفيق والدلالة والتثقيف والتدريب وغيرها مما لا يستغني عنه المقبل على الزواج..
ويؤكد الفريج على أن لجنة تيسير الزواج بمحافظة البكيرية إحدى تلك اللجان العاملة التي تسعى لأن تيسر تلك الأمور لشباب المحافظة وتعينهم على إكمال نصف دينهم بيسر وراحة وتهيئ لهم الأسباب التي تسعدهم بعد توفيق الله وهذا هدفها السامي. والشباب المقبلون على الزواج بعد استقراء أحوالهم المادية والثقافية بحاجة كبرى للوقوف معهم والأخذ بأيديهم حتى لا يتأخروا في هذا الأمر الضروري وربما وقعوا فيما لا تحمد عقباه أو استدانوا ديوناً تثقل كواهلهم وتنغص عليهم حياتهم.. مع قلة الدخل وقلة الثقافة في هذا الأمر ولجنة التيسير ما هي إلا حلقة وصل بين أهل الخير وهؤلاء الشباب تسعى جاهدة من خلال أعضائها المحتسبين للوصول إلى أهل اليسار والغنى وإقناعهم بأهمية هذا الموضوع في هذا الزمن المليء بالفتن ومن ثم توصل ما تحصله من أموال إلى أولئك الشباب عن طريق القروض أو المساعدات أو صرفها على التدريب والتثقيف الذي لا يقل أهمية عن المال.. ويشكر الفريج كل من ساهم مادياً ومعنوياً لدعم اللجنة. سائلاً الله أن يعين الجميع على التعاون على البر والتقوى وشكر المولى سبحانه على نعمه الكثيرة وتحمل جزء من المسؤولية كل فيما يخصه لخدمة الأمة والمجتمع والأفراد في هذا الأمر الضروري.
أعمال اللجنة
من جانبه ذكر ناصر بن محمد القحطاني مدير اللجنة المهام التي تقوم بها قائلاً:
قامت لجنة تيسير الزواج بمحافظة البكيرية خلال عام 1426ه بأعمال تضاف إلى الأعمال السابقة ومنها:
أولاً: مساعدة وإقراض أكثر من200 شاب خلال عام 1426ه بمبلغ إجمالي قدره مليونان ومئتا ألف ريال.
ثانياً: إقامة 4 دورات تدريبية للأسرة.
ثالثاً: تنظيم دورتين للمقبلين على الزواج بمتوسط حضور 20 شاباً.
رابعاً: توزيع أكثر من 5000 مطوية وشريط وكتيب في توعية الأسرة.
خامساً: تأسيس الهاتف الاستشاري الأسري الذي ساهم في حل الكثير من الحالات وخصص له الرقم 3363333 ويستقبل الاستشارات مغرب السبت والأحد والثلاثاء.
وعن أهداف اللجنة قال القحطاني: اللجنة وضعت أهدافاً تسعى لتحقيقها وهي:
مساعدة الشباب على تكاليف الزواج مادياً وتربوياً، والمساهمة في الإصلاح الأسري، والقضاء على بعض المفاهيم الخاطئة عن الزواج.
ولتحقيق هذه الأهداف نظمت اللجنة هيكلها الإداري لانتظام العمل وسرعة الإنجاز حيث يوجد مجلس الإدارة وهو صاحب الصلاحية العليا ورسم الخطط ثم وزع العمل على عدة أقسام ووحدات ومنها لجنة الإقراض والمساعدات ولجنة تنمية الموارد والممتلكات ووحدة الاستشارات الهاتفية والتدريب ووحدة الإصلاح الأسري ووحدة الإعلام والعلاقات العامة يجمع ذلك مدير اللجنة التنفيذي ولجنة المتابعة.
كل هذه الجهود ولله الحمد والمنة تمت بدعم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله والدعم المباشر من سمو أمير منطقة القصيم.
وبهذه المناسبة أشكر أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس على جهودهم في سبيل الرقي بهذه اللجنة ورفع خدماتها للوصول إلى الأهداف التي رسمت لتقديم أفضل الخدمات لمجتمعنا الغالي وأبناء وطننا العزيز.
الوقاية خير من العلاج
وبدوره حدثنا رئيس وحدة الاستشارات والدورات التدريبية عبدالرحمن بن ناصر الجربوع عن الدورات التدريبية التي تعقدها لجنة تيسير الزواج قائلاً:
بدأت الحاجة إلى إقامة الدورات التدريبية عندما انهالت مجموعة من المكالمات عبر الهاتف الاستشاري والذي تجيب عليه نخبة من المشايخ والاختصاصيين النفسيين وكان أغلب المكالمات والاستشارات عن توتر العلاقات بين الزوجين وعدم التوافق بين الطرف الآخر وكذلك بعض الإشكاليات في تربية الأبناء فكان لزاماً الأخذ بمبدأ (الوقاية خير من العلاج) فمن هذا المنطلق شعر أعضاء لجنة تيسير الزواج بمحافظة البكيرية بأهمية إقامة الدورات التدريبة المتخصصة في مجال الأسرة والحياة الزوجية فأقيمت العام الماضي أربع دورات للأسرة رجالاً ونساءً كلها تصب في إسعاد الحياة الزوجية والأصول السليمة في تربية الأبناء وكان لهذه الدورات صدى واسع في المحافظة ولاقت قبولاً منقطع النظير وكان آخر هذه الدورات للدكتور ميسرة طاهر وكذلك أقيمت دورات للشباب المقبلين على الزواج لتبصيرهم بالمسؤولية والخطوط العريضة التي يجب على الشباب السير بها وتتركز هذه الدورات على أربعة محاور الجانب الشرعي والاجتماعي والاقتصادي وقد قدم هذه الدورات مجموعة من المشايخ والأكاديميين النفسيين والمختصين.
وقد لاقت هذه الدورات استحسان الشباب وقبولهم لها وشكروا بعد انتهاء الدورات اللجنة والقائمين عليها وقالوا: لقد بصرتمونا وأطلعتمونا على أشياء كنا نجهلها، وعن موعد إقامة هذه الدورات يقول الجربوع: تقام هذه الدورات للشباب كل شهرين، دورة قبل استلام المساعدة والقرض والحمد لله وبتوفيق من الله قد تحقق ما نصبو إليه إلا أن هناك بعض العوائق والسلبيات منها عدم وجود صالات للتدريب مجهزة تجهيزاً كاملاً لأننا نطمح في القريب العاجل إن شاء الله إلى إقامة دورات للشابات المقبلات على الزواج لمعرفة مقومات الحياة الزوجية ا لسعيدة ويشكر الجربوع كل من دعم هذه اللجنة دعماً مادياً أو معنوياً أو قدم رأياً أو مشورة ويخص بالشكر مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية والتي وقفت معنا في دعم الدورات التدريبية.
الإصلاح الأسري
وحول لجنة تيسير الزواج والإصلاح الأسري يقول أحمد بن عبدالله الراجحي رئيس وحدة الإصلاح الأسري:
انطلاقاً من قوله تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) انطلقت لجنة تيسير الزواج في محافظة البكيرية ممثلة بأعضاء وحدة الإصلاح الأسري الذين لهم قصب السبق في الخبرة والإصلاح في هذا المجال.. حيث تحال بعض القضايا من جهات رسمية كالمحكمة أو المحافظة أو الشرطة أو الهيئة إلى الوحدة المختصة لدراستها وجمع الأطراف المتخاصمة بكل سرية وأمانة.
وعما إذا وجد تجاوباً للقضايا التي تتصدى لها اللجنة قال: لقد وجدنا التجاوب الملموس لأكثر القضايا التي تحال إلينا من قبل أصحاب القضية بعد تحكيم العقل والبعد عن الأهواء والعاطفة. ولا شك أن هناك وسائل تزيد من المشاكل سواء بين الأفراد أو الأزواج ومن ذلك ضعف التدين مما يجعل الفرد يبتعد عن الإنصاف من نفسه ويعطي الآخرين حقوقهم. وكذلك ما يبث في وسائل الإعلام التقنية الحديثة من قضايا ربما جعلت المشاكل تزيد.
فنحن في هذه الوحد بلجنة تيسير الزواج بالبكيرية نسعد بتواصل الأفراد معنا لنجعل مجتمعنا أكثر ترابطاً ومودة ومحبة وكذلك دعوة نوجهها للجميع للمساهمة في حل المشاكل والإصلاح الأسري بكل ما نستطيع.
دعم واستثمار.. وأسرة سعيدة
وحول عزوف الشباب عن الزواج وأسبابه وما تقوم به لجنة تيسير الزواج بالبكيرية يقول سكرتير تنمية الموارد والممتلكات صالح بن محمد الشمالي:
أنعم الله على عباده المؤمنين بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها أن شرع لهم الزواج وجعل فيه المودة والرحمة للجنسين وهو شريعة حميدة كفلت للمجتمع الرقي والنمو والأمان إذا توفرت شروطه كا أوصى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويلاحظ المتمعن في مجتمعنا عزوف كثير من شبابنا عن الزواج متعللين بقلة المال وعدم توفر أهم عنصر لإكمال مسيرة الزواج وتكاليفه التي استفحلت على الكثير منهم. ونحن في لجنة تيسير الزواج بالبكيرية وضعنا الهدف الأسمى لقيام هذه اللجنة وهو مساعدة الشباب المقبلين على الزواج على حسب مقدرة اللجنة وذلك لتكوين أسر صالحة بإذن الله.
وعن تنمية الموارد وتنويعها يقول الشمالي:
إن تنمية الموارد باللجنة معنية بزيادة الدخل وتنويع الاستثمار وغير مقتصرة على جمع التبرعات فقط من الميسورين وأهل الخير، ولذلك تم البحث عن مصدر استثماري يدعم مسيرة اللجنة وبفضل من الله طرحت اللجنة المشروع الأول وهو مشروع خصص للاستثمار وليكون مقراً للجنة حيث تبرع أحد المحسنين بأرض مساحتها 3000م2 على طريق الملك عبدالعزيز وبعد دراسة مستفيضة تم تخصيص المشروع ووضع مخطط حيث يحتوي هذا المشروع على (محلات وشقق استثمارية وقاعات تدريبية للرجال والنساء ومكاتب إدارية تكون مقراً للجنة) ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع التقريبية خمسة ملايين ريال.
وإني أضع هذا المشروع بين أهل الخير والعطاء الذين لم يبخلوا ولن يبخلوا بدعم هذه البذرة الطيبة ونواة المشاريع الاستثمارية للجنة لما يمثله هذا الدعم من خير عظيم حيث إنه يعد حافزاً لتواصل اللجنة مسيرتها وتتمكن من تحقيق هدفها المستقبلي وهو العمل على مساعدة 400 شاب وشابة سنوياً على الزواج وهذا يتطلب العمل الحثيث على توفير مصادر دخل للجنة تدعم هذا التوجه وتحققه. ولنتذكر قوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).
وختاماً يوجه الشمالي نداء إلى أهل الخير قائلاً: إن دعم الجميع لهذه اللجنة هو طوق النجاة بإذن الله للشباب والشابات من الفتن والمغريات التي تزداد يوماً بعد يوم. نسأل الله أن يحفظ شباب هذا البلد من كل مكروه.
شروط القروض والمساعدات التي تقدمها اللجنة
وعن شروط القروض والمساعدات التي تقدمها اللجنة يقول رئيس لجنة القروض والمساعدات مسلم عبدالرحمن المسلم:
تقوم لجنة القروض والمساعدات في لجنة الزواج بمحافظة البكيرية بمساعدات الشباب المقبلين على الزواج بالمساعدات النقدية حيث يتقدم الشاب إلى اللجنة لإعطائه النموذج الخاص بالقروض والمساعدات ومن ثم إكمال الشروط اللازمة بذلك وهي:
1- أن يكون المتقدم أحد سكان محافظة البكيرية أو المراكز التابعة لها.
2- صورة من عقد الزواج مدته لا تزيد عن 6 أشهر.
3- صورة مكبرة وواضحة للبطاقة الشخصية.
4- صورة شمسية حديثة مقاس 4x 6 .
5- برنت من الأحوال المدنية لغيرالعاملين (نموذج 1).
6- كفيل لطالب القرض مرتبه لا يقل عن 5000 ريال ويسكن بالبكيرية.
7 - صورة من البطاقة الشخصية للكفيل مكبرة وواضحة.
8- إكمال فقرات النموذج.
9- مدة الطلب 10 أيام من تاريخ الطلب ثم يعد لاغياً.
10- شهادة حضور الدورة.
وبعد اكتمال هذه الشروط يتم عرضه على أعضاء اللجنة وهي مكونة من ثلاثة أعضاء لدراسة الطلب ثم إعطاء المتقدم القرض والمساعدة.
ومنذ تأسيس اللجنة في عام 1421ه تمت مساعدة وإقراض 1050 شاب ولله الحمد بمبلغ إجمالي قدره: 10.755.000 ريال فقط.