في مساء الجمعة 24 صفر 1427ه ودّعنا فقيدنا الغالي وأستاذنا الفاضل عثمان بن ناصر بن عبد المحسن بن صالح عن عمر في عشر المئة رحمه الله برحمته الواسعة، عرفت الفقيد قبل سبعين عاماً في أواخر الخمسينيَّات وكان مساعداً لأستاذنا أخيه الأكبر صالح بن ناصر وكان من أساتذتي ونعم الأستاذ والمربّي فهو بحق شيخ المعلِّمين والأدباء، فقد غاب عن مسرح الحياة أحوج ما كنا لمثله. فهو ذُو تجربة طويلة وأحد رموز الأدب والثقافة ومن أبرع الشعراء في زمنه، ولي معه مُساجلات وذكريات ما بين عنيزة والرياض وكنت أخيراً مشاركاً له في ندوة الأوقاف المعقودة بالمدينة وكان على جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحسنة، مجالسه ممتعة ومحادثاته شيِّقة، وإنني أقترح على كل مسؤول في مدينتيْ عنيزة والمجمعة فتح مركز باسمه نظيراً لأخيه صالح واسم شارع باسمه ليتخلّد ذكره بما قدَّمه من أعمال جليلة طيلة حياته. وقد سبقني ثلة ممّن أشادُوا بها وترجم لنفسه من ذاكرته القوية مما يُغنيني عن إعادتها، ولقد أعجبني رثاء الدكتور زاهر الألمعي واقتطفتُ منها لأضيفها لترجمة أعددتُها للرابع من روضة الناظرين، وقد تذكّرتُ بقراءتها مَن سبقني (عُلوّ في الحياة وفي الممات).. إلخ)، ورثاء حافظ بقوله: خان نطقي ولم تخنّي دُموعي لهف نفسي وقصّرت أشعاري غير بدع إذا نظمتُ رثائي في صديقي من الدموع الجواري فمن الحزن ما يدك الرواسي ومن الحزن ما يهد الضواري فما كان قيسٌ هُلكه هلك واحدٍ ولكنه بنيان قوم تهدّما ويقول الشافعي: وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له رزيّة مال أو فراقُ حبيبِ و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}. محمد بن عثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية بعنيزة