فجر الثلاثاء 7-2-1427ه تلقيت رسالة بالجوال نزلت عليَّ كالصاعقة، أصابتني بالذهول، لم أصدق عيني، بل لم أكن أرغب في تصديق الخبر.. آه لقد رحل والدي الحبيب، لن أراه، لن أُقبِّل رأسه، لن أُقبِّل يديه.. يا لها من فاجعة، يا لها من مصيبة، أبي رحلت عنا وما أصعب الرحيل، غبت عنا، وما أقسى الغياب، ويا لوعة الفراق، ولكن ليس لي أقول إلا كما يقول كل مؤمن صابر محتسب (إنا لله وإنا إليه راجعون). رحمك الله يا والدي فقد كنت لي نعم الأب الحنون والوالد المعلم والقدوة الحسنة. فقد تعلمت منك الصبر عند الشدائد، فبقاؤك في المستشفى لما يقارب عشر سنوات صابراً محتسباً مبتسماً راضياً بما قسم الله لك أكبر دليل على صبرك وقوة عزيمتك وإيمانك بربك. تعلمت منك الحكمة والتروي في اتخاذ القرار، فقد كنت تقيس الأمور وتدرسها قبل أن تقرر مهما كان الأمر بسيطاً، وكنت قليل الكلام هادئاً طيب القلب كريم النفس لين الجانب. تعلمت منك الصبر على الطاعات والعبادات، فقد كنت تصلي وتقرأ القرآن آناء الليل وأطراف النهار، وكنت رغم ضعف بصرك وكبر سنك ومرضك تذهب إلى المسجد متكئاً على عصاك في ليالي الشتاء الباردة وتحت زخات المطر لتدرك صلاة العشاء والفجر مع الجماعة. وكنت تعكف على قراءة القرآن الكريم في كل شهر رمضان منذ صلاة العصر حتى يحين وقت الإفطار. وكنت لا تترك صلاة الضحى وصلاة الوتر مهما كانت الأسباب. كان لسانك رطباً بذكر الله والتسبيح والتهليل والاستغفار. تعلمت منك حب الخير والعطف على الفقراء والمساكين، فقد كنت كريماً محباً للإنفاق محباً للصدقات وأعمال الخير. تعلمت منك حب الخير والعطف على الفقراء والمساكين، فقد كنت كريماً محباً للإنفاق محباً للصدقات وأعمال الخير. تعلمت منك الدعاء لأبنائي وبناتي وتربيتهم التربية الصالحة وتنشئتهم على حب الله ورسوله. إن تعداد مآثرك يتطلب مجلدات ومهما كتبت عنك لن أوفيك حقك ولكن واجبي أن أدعو لك فقد كنت تدعو لنا في حياتك وها نحن ندعو لك في مماتك - غفر الله لك وتغمدمك برحمته وأسكنك فسيح جناته وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً -. اللهم اغفر لوالدي، اللهم وسع نزله واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اجمعنا به في جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين. * مديرة الشؤون الإدارية - بكلية التربية بمحافظة الخرج