في نبأ لوكالة الأنباء السعودية من نواكشوط أن جلالة الملك فيصل وفخامة الرئيس الموريتاني المختار بن دادا والوفد المرافق لجلالته وفي مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لجلالته قد أدوا صلاة الجمعة ظهر أمس في الجامع الكبير في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وقد أهاب إمام وخطيب المسجد في خطبته بالمسلمين جميعا أن يجاهدوا في سبيل الله حق جهاده وأن يتكاتفوا ويتضامنوا حتى يكون في ذلك مدعاة لنصر الله لهم وأن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. كما أشار فضيلته إلى ضرورة التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين هما مصدر التشريع والهدى للأنظمة كلها لأن أمة كالأمة الإسلامية شعارها الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله ستقهر كل أعدائها طالما كانت مجتمعة واستشهد على ذلك بقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وبعد أن انتهت صلاة الجمعة صحب فخامة الرئيس الموريتاني ضيفه الكبير إلى قصر الضيافة في نواكشوط. وفي نبأ لوكالة الأنباء السعودية من نواكشوط أن جلالة الملك فيصل قام في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس بصحبة فخامة الرئيس المختار بن دادا رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بزيارة لميناء نواكشوط البحري حيث كان في استقباله معالي السيد عبدالله بن أداه وزير التجهيز الموريتاني ومدير الميناء ومجلس إدارته وكبارالمسؤولين فيه. وقال معالي وزير التجهيز الموريتاني في الكلمة التي ألقاها أمام جلالة الملك فيصل أنه بدأ تشغيل هذا المرفأ بصورة منتظمة في شهر أكتوبر من عام 1966م ولكن بوسائل محددة للغاية وفي شهر نوفمبر من العام الماضي أصبح مرفأ نواكشوط مجهزا بوسائل محدودة حديثة لشحن التفريغ برا وبحرا وأصبحت حركة مروره 250 ألف طن سنويا ويجد المرفأ كافة مستلزماته من رافعات الأثقال وزوارق الشحن والتفريغ والقاطرات. وأضاف معالي وزير التجهيز الموريتاني أن قفزة حركة العمل في المرفأ من عشرة آلاف طن سنة 1966م إلى 75 ألف طن سنة1971م بلغ عدد البواخر التي رست في العاصمة تسعة وسبعين باخرة قامت بتفريغ سبعين ألف طن تقريبا. وبعد ذلك قام جلالة الملك فيصل بزيارة مصنع تحلية مياه البحر في نواكشوط الذي تم تدشينه يوم 23 يناير 1969م ليمد مدينة نواكشوط بالمياه العذبة وبعد أن تجول جلالته في المحطة واستمع إلى شرح من معالي السيد عبدالله بن دادا وزير التجهيز الموريتاني عن العمل في المحطة وعن المراحل التي تمر بها عملية تحلية المياه المالحة. وبعد انتهاء الزيارة غادر جلالته إلى قصر الضيافة في نواكشوط. هذا وقال سعادة الأستاذ محمد ولد جدو سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالمملكة في حديث أدلى به لمندوب وكالة الأنباء السعودية في نواكشوط وهو يعلق على زيارة جلالة الملك فيصل إلى موريتانيا أن الشعب الموريتاني كان يتوق إلى زيارة جلالته خاصة بعد الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس المختار بن دادا لأخيه جلالة الملك فيصل وشعب المملكة العربية السعودية الشقيق. وقال إن زيارة جلالته تعد حدثا كبيرا في تاريخ موريتانيا في عهد الاستقلال لأن العلاقات بين البلدين تقوم على روابط دينية وحضارية وثقافية عبر التاريخ المشترك وأن شخصية جلالة الملك فيصل أعظم شخصية في العالمين العربي والإسلامي والجميع يعترف بأنه رائد التضامن للبلاد الإسلامية إذ أصبح حقيقة واقعة خاصة بعد ظهور الميثاق الإسلامي الذي صادقت عليه حتى الآن أكثر من دولة إسلامية. وأضاف سعادته أن موريتانيا كانت خامس دولة صادقت على الميثاق الإسلامي بعد أن تبينت وجهات النظر التي تحقق جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وردا على سؤال لمندوب الوكالة عن الموضوعات التي سيبحثها فخامة الرئيس الموريتاني مع جلالة الملك فيصل قال سعادته: إن مقدمة هذه الموضوعات هو تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين وتأييد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تحرير أرضه ووطنه وبحث الوسائل الكفيلة بتخليص الأمة العربية من الاحتلال البغيض لأراضيها واستعادة المقدسات الإسلامية ومساهمة المملكة العربية السعودية في خطة التنمية الموريتانية. وأكد سعادة السفير الموريتاني في المملكة أن زيارة جلالة الملك فيصل إلى موريتانيا ستكون عاملا فعالا ومؤثرا في سياسة التعاون في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين والشعبين. وجاء في نبأ لوكالة الأنباء السعودية من نواكشوط أن جريدة الشعب الناطقة بلسان حزب الشعب الموريتاني واصلت نشر مقالاتها عن زيارة جلالة الملك فيصل والتركيز على أن هذه الزيارة تعمل على زيادة طول جسر التعاون الممتد من الرياض إلى نواكشوط ليعبر عليه البلدان والشعبان إلى مستقبل أفضل يشعران من خلاله بأهمية هذه اللقاءات التي تبلور أهداف البلدين والشعبين في التآخي والتضامن وقد أشارت الجريدة إلى ما تبذله المملكة من جهود ضخمة وفي مختلف مجالات الحياة وبصفة خاصة في مجال تطوير التعليم على مختلف مراحله وإلى الزيادة الملحوظة في ميزانية تعليم البنين والبنات وقالت إن هذه الزيادة وهذا التطور يعنيان زرع الإيمان بالله في نفوس الناشئة وهو الإيمان المبني على العلم الواعي النظيف والمرتكز على عقيدة السماء كما قدمت الجريدة لمحات عن حياة ضيف الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووصفت جلالة الملك فيصل بأنه وارث صقر الجزيرة العربية جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز ونشرت جريدة الشعب الموريتانية مقالا تحت عنوان (الدولة السعودية درس عربي نابع من الإسلام) قالت فيه إن جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز مات بعد أن ترك دولة قوية مرهوبة الجانب متمتعة بالأمن وسائرة بخطى حثيثة على طريق التقدم الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية ثم قالت الجريدة: لقد تضاعفت سرعة سير المملكة العربية السعودية في هذا الطريق منذ أن تولى جلالة الملك فيصل مهام الملك عام 1964م ولا غرو في ذلك أن يصل وهو ابن عبدالعزيز العظيم، وقد كان موضع ثقته الكاملة وسفيره وقائد جيوشه.