نعلم علم اليقين بأن الاتحاد.. عندما كان غائباً لفترة طويلة عن البطولات ومنصات التتويج.. لم يكن مرد ذلك أن الفريق.. كان غير قادر على مقارعة الأقوياء والأبطال..!! بقدر ما كان العميد غائباً بسبب.. عدم توفر الأجواء الصحية المستقرة داخل البيت الاتحادي.. فالحقيقة الثابتة تقول.. إن الاتحاد في جميع أموره قادر على نيل البطولات.. فهو مادياً فريق مدلل.. وفنياً تعاقب على تدريبه أشهر الأسماء وأبرزها.. وإدارياً أشرف عليه أسماء جديدة.. وتعاقب على تمثيله نجوم كثر..!! لكن مشكلة الاتحاديين المستمرة في ذلك الوقت.. أن ناديهم مرتع خصب للشائعات والزوابع.. والفريق نتيجة لذلك يعيش في تخبطات عديدة.. وكان الضحية أعظم الأسماء التدريبية التي أشرفت على الفريق.. وتبدَّل المدربون ولم ينصلح حال الفريق..!! الاتحاد.. لم ينصلح حاله.. ولم يعتل المنصات.. ويحقق البطولات.. إلا عندما رمى الاتحاديون مشاكلهم خارج أسوار ناديهم.. لم ينصلح حالهم.. إلا بعد أن ألقى البعض حساباتهم خارج النادي.. وجاؤوا من أجل الاتحاد فقط.. وليس من أجل أنفسهم.. هؤلاء كانوا يعشقون الاتحاد.. لكنه كان عشقاً مخالفاً..!! الوضع الاتحادي المثالي.. قاده إلى جملة من الإنجازات المحلية والخارجية.. لكن يبدو الآن.. أن الأمر انقلب تماماً.. بل انقلب رأساً على عقب.. فأضحى الاتحاد مثالاً للارتجالية وسوء التخطيط.. وعاد كما كان.. مرتعاً خصباً للشائعات والزوابع..!! إقالة يوردانيسكو في هذا التوقيت الهام.. ستزيد أمور الفريق تعقيداً.. بل إن قرار إقالته يعكس ارتجالاً إدارياً.. ولا يعقل أن يكون الروماني مدرباً فاشلاً بعد مباراة واحدة.. وهو الذي كان في نظر كافة الاتحاديين واحداً من أفضل عشرة مدربين في العالم.. الاجتماع الشرفي الأخير الذي دعا إليه سالم بن محفوظ.. يؤكد أن هناك علاقة متوترة بين شرفيي الاتحاد وإدارتهم.. وأعتقد أن هذا التوتر يحمل جزءاً كبيراً في مشكلة الفريق الفنية.. وأن يوردانيسكو ليس له ناقة ولا جمل بما حدث للفريق.. وأن الفرنسي برونو ميتسو.. لا يحمل عصاة سحرية تبدل أحوال الاتحاديين من حال إلى حال.. ما لم يبدل الاتحاديون أنفسهم ما في دواخلهم..!! مجاملة في غير محلها..!! كثيرون هم الذين يرون بأن الحكام لن يتطور أداؤهم إلى الأفضل.. ما لم يتوفر المراقب الفني الجيد.. الذي بيده مفاتيح كثيرة.. لكشف العيوب وزرع الثقة.. ودفع الحكم إلى تقديم العطاء الأفضل.. وفي الوقت ذاته يملك المراقب الفني الشجاعة.. لأن يكتب في تقريره.. أن هذا الحكم أو ذاك فاقد للقدرة التحكيمية الحقّة.. وأن الوقت قد حان للاستغناء عن خدماته.. وأن استمرار مثل هذه النوعية من الحكام.. هو إرهاق لأنفسهم بما لا طاقة لهم به.. ويرهقون الأندية والجماهير بأخطائهم المتكررة..!! نحن في الغالب نفتقد إلى المراقب الفني (الشجاع) الذي باستطاعته قول الحقيقة دون مجاملة لأحد.. وما زلنا مع الأسف نجهل دور المراقب الفني الذي يلعبه في تطور الحكام والتحكيم..!! أغلب المراقبين الفنيين.. مجاملون.. وبالتالي فإن استمرارية المجاملات لن تطور من أداء حكامنا.. وهو ما أوصلنا إلى حال لا تسر.. فالحكم بحاجة إلى التوجيه.. بحاجة إلى إعطائه الثقة بنفسه.. بحاجة أيضاً إلى من يكشف عيوبه.. ويقول له أخطأت عند الخطأ.. وأصبت عندما يكون متفوقاً.. مثله مثل اللاعب عندما يشرف عليه مدرب ناجح يصنع منه لاعباً مبدعاً عندما يكون في الأصل لاعباً موهوباً.. وهذا الموهوب.. إذا غاب عنه المدرب الجيد.. فإنه حتماً لن يستطيع أن ينمي مواهبه.. ويطوِّر أداءه..!! من أراد أن يكشف مجاملة المراقبين الفنيين.. ما عليه إلا أن يعيد متابعة ما قاله الدولي السابق والمراقب الفني محمد فودة.. بحق طاقم التحكيم الذي أدار مباراة الاتحاد والاتفاق.. ليكشف عن ما حظي به ياسر مدني وبقية طاقمه من مجاملة أتصور أنها كانت في غير محلها..!! ياسر مدني من الأسماء الواعدة.. ولا نزال ننتظر منه الشيء الكثير ليقدمه.. لكن مجاملته بتلك الطريقة.. من وجهة نظري أنها ليست في صالحه، ففودة علَّق على أخطائه بعاطفته.. استمر الفودة في مجاملاته عندما أكد صحة الهدف الاتحادي الوحيد في مرمى الاتفاق.. وراح يشيد بقرار المساعد عبد الله العباد وحاول أن يقنعنا بأن تكر لم يكن متداخلاً في اللعب.. وهذا تبرير غريب من شخص بحجم كفاءة وقدرة الفودة.. كل هذا من أجل مجاملة مدني الذي راح يؤيده الفودة في كل قراراته الصحيحة منها والخاطئة..!! المهزلة (سيدها) القحطاني..!! ما حدث في لقاء الجبلين بالرائد.. أمر كان متوقعاً حدوثه.. لكن ما حدث كان أكبر مما توقعنا..!! في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة.. حذَّرنا لجنة الحكام.. بالاهتمام بدوري الدرجة.. وذكّرناها - أي اللجنة -.. أن دوري الأولى يشهد تنافساً كبيراً بين فرقه.. ومع هذا كانت أخطاء الحكام تزداد من لقاء لآخر.. وأتحدى أن تكون هناك مباراة دون حدوث أخطاء تحكيمية قاتلة.. وقلنا إن انتقاء الحكام أمر ضروري حتى نضمن النجاح..!! لكن لا حياة لمن تنادي.. عبد الرحمن القحطاني هو سبب ما حدث في المباراة ولست هنا مدافعاً عن الجبلين وعن تصرفاتهم غير المسؤولة.. لكن هذا التوتر تسبب به الحكم نفسه.. وتسببت به لجنة الحكام قبله أيضاً.. فالقحطاني قاد للرائد في القسم الثاني ثلاث مباريات من أصل تسع لعبها الفريق.. منها مباراتان متتاليتان أمام الشعلة ثم هجر..!! تكليف القحطاني في ثلاث مباريات للرائد فيه من الخطأ الشيء الكثير.. ويطرح أكثر من علامة استفهام.. تجاه الحكم ولجنته.. التي واصلت تخبطاتها تجاه هذا الدوري.. فدوري الأولى بات لا يحتمل المزيد من الأخطاء التحكيمية وهذا ما ذكرناه عدة مرات.. وأنا هنا أعيد، لكن هذه المرة أزيد وأقول إنه سيحدث أكثر مما حدث.. إن استمرت هذه الأخطاء الفادحة من الحكام..!! بقايا.. ** رغم أن كالون (سيغيب) عن لقاءين إلا أن الحديث كان عن غيابه أمام الهلال ولم يكن هناك حديث عن مبارة الديربي أمام الأهلي..!! ** نَيْل المعلق ناصر الأحمد للقب أفضل معلق في الاستفتاء الذي أجراه موقع استفتاء جاء نتيجة تألق الأحمد بصورة واضحة وكسْبه لاحترام الجميع..!! ** الأحمد في تصوري أنه (نجم) المعلقين الأول..!! ** الاستقبال الاستثنائي للحارثي من الاتحاديين خطوة من ضمن خطوات الإغراء حتى يستمر لاعباً اتحادياً..!! ** رغم ما يتمتع به الحارثي من موهبة إلا أنه سيبقى في دكة الاحتياط الاتحادية..!! ** زميلنا (الراقي) خالد دراج سيكون موعوداً بالنجاح في موقعه الجديد..!! ** بفارق الأهداف ابتعد الرائد عن النسبة تحت..!! ** الحكم العمري كاد يحرم النصر من فوز مستحق أمام الشباب باحتسابه ركلة الجزاء الغريبة..!! آخر الكلام يفترض من باكيتا خلال المرحلة القادمة أن يركِّز على الثبات على تشكيلة واحدة حتى يضمن الاستقرار.. وأن يكون التبديل في نطاق ضيق..!!