اختتمت واحة الأمير سلمان للعلوم جناح الطفل الذي نظمته بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض تحت مظلة معرض الرياض الدولي للكتاب أخيراً بنجاح فاق التوقعات وحضورٍ لافت في أيام الرجال والعائلات على حد سواء. وشهدت الأيام الأولى إقبالاً شديداً من العائلات التي قصدت المعرض مصطحبة أطفالها لاقتناء الألعاب والقصص والكتب المسلية ذات المغزى العلمي والفكاهي. وكانت أعداد الحضور في كل يوم تعد بالمئات وأحياناً بالآلاف حسب رصد اللجنة المنفذة للجناح، التي أكدت أن مجموع الزائرين كان 60 ألفاً، منهم 17 ألف طفل من مراحل التعليم العام المختلفة. ويروي رئيس اللجنة المنظمة للجناح الدكتور جبريل العريشي أن ممرات المعرض في أحيان كثيرة لا تكاد تتسع للذاهبين والداخلين لكثرة عددهم بسبب شدة إقبالهم على المعروضات التي كان أكثر ما شد انتباههم فيها قصص الأطفال المعالجة بالرسومات المحببة إلى الأطفال الصغار، بالإضافة إلى أركان الألعاب التعليمية التي تبيع ألعاباً تثير اهتمامات الكبار والصغار لما تحمله من أفكار مسلية ومروضة للأذهان. كذلك حظي ركن المجلات الإسلامية بإقبال شديد من جانب الأطفال وأسرهم، خصوصاً وأن من بينها مجلات خاصة بالأطفال ارتبط اسمها بالطفل السعودي. مجسم المشروع ويأتي ركن مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم الذي تم فيه عرض مجسم للمشروع الرئيسي وتصاميمه الداخلية ضمن الأركان التي اهتم الزوار بمتابعتها ومحاولة فهمها، إذ يتساءلون عن قصة المركز الذي يشاهدون رسوماته وأهدافه ومكان إنشائه فيجدون إجابة ذلك واضحة في النشرات المعروضة في المكان نفسه أو في العرض المرئي والمسموع عن المشروع في نفس الصالة. أما انطباعات زائري المعرض تجاه ركن واحة الأمير سلمان للعلوم الذي نظمته الواحة بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض فإن الزوار الصغار يدلون بشهادات مغالية في إعجابهم واستحسانهم لما شاهدوا، فيما ظل الكبار أكثر اعتدالاً في التعبير عن آرائهم. تقول الصغيرة نهى في الصف الثاني من المرحلة الابتدائية عند مدخل الجناح مع والدتها: (يا سلام، ماما شوفي، ألعاب، كتب، قصص، مجلات، أشكال وألوان، شيء شيء). لم يقطع حديث نهى إلا مطالبة أختها (سعاد) لأمها بأن تشتري لها لعبة رأتها عند أحد العارضين الذي يقع في مقدمة الجناح وتشهد ألعابه طلباً من الصغار شديداً، وما هي إلا لحظات حتى أتت اختهما الصغرى (ثويبة) مسرعة من ناحية أخرى وهي تحمل (قصة) تبيعها المكتبة المقابلة للموقع الذي يقف أفراد أسرتها إلى جانبه وتقول: (يا بابا شوف صور حلوة وأشكال جميلة، الله يخليك يا بابا اشتر لي هذه السلسلة كلها) ليرد والدها عليها قائلاً: (ولكنك لم تدخلي المدرسة بعد ولا تعرفين القراءة) فتجيبه بإصرار: (أنا أشوف الصور، وبعدين من قال لك أنا ما أعرف أقرأ؟ أنا أشوف الصور وأخواتي يقرون القصص)، يبتسم الأب مغلوباً بحجة الصغيرة ويشتري السلسلة بأكملها. ليست نهى وأفراد أسرتها القصة الوحيدة التي شهدها جناح الواحة أيام العائلات في معرض الكتاب، ولكنها تصلح أن تكون نموذجاً لواقع الدهشة واللهفة التي يأتي بها الصغار إلى الجناح، ويغادرونه وهم مسرورون. وقد رصدت وسائل إعلام عدة وقائع الكثافة العددية للزوار من الأطفال، ونقلت مشاعر المرتادين للجناح من الأطفال وأسرهم، وخصت قنوات: المجد، والمجد للأطفال، والقناة الأولى، وإم بي سي والعربية وأوربت الجناح باهتمام كبير في تقاريرها عن المعرض. ومن جانبه يؤكد المدير التنفيذي لواحة الأمير سلمان الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر أن جهازه الإداري مسرور بما حققه الجناح من إنجاز كان متوقعاً ولكن ليس بهذه الصورة. وأشار إلى أن سعادته وزملاءه في الواحة تفاجؤوا بالإقبال الشديد الذي شهدته أروقة الجناح، ولهفة الأسر على اقتناء المعروضات لأبنائهم في صورة زادت عما كان متوقعاً، كما شهدت المحاضرات والفعاليات إقبالاً مناسباً، وتلك مؤشرات إيجابية تؤكد أن الوعي لدى الأسرة السعودية بأهمية تثقيف أبنائها أمر يزداد يوماً بعد يوم. كما اعتبر طاهر أن اهتمام الأسر بالجناح الذي تنظمه الواحة خطوة تدفع الواحة بتوجيه من رئيس مجلسها التنفيذي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، إلى مزيد من التطوير والتفعيل لأنشطتها التي تستهدف توعية الطفل ورفع مستوى الثقافة العلمية لديه بوسائل حديثة ومبتكرة تعزز مداركه وتكسبه المهارات التي تتفق مع تكوينه وميوله.