قد يخونك التعبير في أمور كثيرة، يحول دون الإفهام أو حتى الإثارة على الرغم من أن الموضوع المطروح شائق يثير الاهتمام!!! لتستقر الفكرة إلى من حيث أتت ليصبح مثواها الأخير العقل الذي خرجت منه!! محاولاتك باءت بالفشل الذريع والجميع انفض من حولك وكأن ما تريد إيصاله أصبح صعباً محالاً يتعذر عليك نقل تلك الأفكار إلى الآخرين لتندهش أن عقولهم الصغيرة عليها أقفالها. ويتعلل الآخرون بافتقارك للثروة اللغوية والأسلوب الجذاب والتمكن من طرح الموضوع بالطريقة الماتعة، بينما أنت غافل عن أن اللغة هي زاد التعبير الواضح لذلك لم يحظ الموضوع بأيما اهتمام!! وما سوء الفهم الذي يوقع في المشكلات إلا نتيجة لنقص الملكة اللغوية لدى المتحدث التي تجر للمهلكات دونما قصد!! ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة فقد كان كلامه فصلاً يفهمه كل من يسمعه. فالدقة في اختيار الكلمات والاستعانة بالشواهد والأمثلة الصحيحة الصريحة تسهم في إيضاح المعنى المراد إيضاحه وعلى عكس ذلك فالاختصار المخل يؤدي إلى الغبش الذي يميت الفكرة ويعجل في وأدها!! ولا تنسى تحري الوقت المناسب لطرح الموضوع المراد طرحه فلكل مقام مقال. والمستمع الجيد دائماً يكون محاوراً جيداً يأسر الجميع بكلامه حتى وإن كانت الأفكار صغيرة لا تمثل أيما اهتمام. ومضة: الحوار وسيلة لا يمكن أن نستغني عنها في وسائل الدعوة ورد الشبه عند المعاندين وتجربة العيش في ظل القرآن وإمعان النظر في سنهة نبيه خير معين يعين على أن تحظى أفكارنا بالقبول.