أجزم يقيناً أن الأفكار لا تأتي من خلال الشهادات والمؤهلات وأن تحقيق المطالب والخدمات لا تتم من خلال كثرة الأقوال وإطلاق الوعود في الصحف والمجلات, أمير حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن - وفقه الله - نموذج فريد في أفعاله قبل أقواله ونموذج في أفكاره قبل آرائه، يحمل رؤية مستقبلية مبدأها التفاؤل والأمل، فلسفته في الحياة أنه مع العزيمة والإصرار يتحقق المستحيل، وأن مواجهة التحديات والصعاب هي المحك الحقيقي لمعرفة قوة ومعدن الإنسان. نعم الأمير سعود من القدرات القيادية التي تعجبك رؤيتها وأسلوب إدارتها للتعاطي مع القضايا والمطالب الهامة والمهمة كما أنه يتميز بسعة الأفق وقدرته على التحليل.. استطاع التعامل مع المشكلات والمطالب والحقوق التي تخص منطقة حائل التي ظلت سنوات طويلة تدور في حلقة مفرغة دون أن يتحقق منها النذر اليسير.. فبعقلية هذا الأمير أدار هذه المطالب بكل سرية تامة دون أضواء إعلامية أو تصاريح صحفية فكان يزف البشرى بعد الاعتماد وليس أثناء الوعود.. نهجه أن الإصرار والعزيمة وكثرة الإلحاح هو الأسلوب المجدي والأمثل في هذا الوقت وكنت دائماً ما أشيد بهذا الأسلوب وأذكره في جلسته الاثنينية التي يستضيف فيها أبناء المنطقة في قصر أجا وأقول: (إنك تتميز بأسلوب إداري فريد وهو أسلوب الإلحاح والإزعاج في تحقيق مطالب واحتياجات المنطقة ويا ليت مديري الإدارات في حائل ينهجون نهجك ويقتبسون أسلوبك)، الأمير سعود كما قال عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران إبان زيارته الأخيرة لمنطقة حائل (إنكم محظوظون يا أهل حائل بالأمير سعود) ويشهد بذلك أيضاً المسؤولون الزائرون للمنطقة ولقاءاتهم معه، يشهدون بعقلية الأمير وأسلوبه الإداري المميز وثقافته الشاملة وإلمامه بواقع المنطقة وما يعرضه من أفكار مجدية ورؤى صائبة ونظرة متفائلة لمستقبل مشرق وقادم للمنطقة، استطاع أن يعرف ويتعرف على مكامن الجذب لرؤوس الأموال وأهل الاستثمار وجعل المنطقة محوراً اقتصادياً وبيئة جذابة لاستغلال الثروات الطبيعية وغير الطبيعية، مدركاً أن الاستثمار هو المحور الرئيسي للتقدم والازدهار وهذا ما تشهده المنطقة حالياً. ركز جل وقته على وضع أسس علمية للتعليم الجامعي الذي تَوَّجَهُ بإنشاء جامعة حائل تحت إشراف وإدارة مباشرة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وحرص أن يشارك في ورش العمل يحاور ويناقش ويبدي رأيه ويعطي تصوراً لما ينبغي أن تحققه مخرجات الجامعة لتواكب متطلبات العصر وبشهادة أهل التخصص، إن جامعة حائل سوف يكون لها شأن عظيم وستعد من أرقى الجامعات في المملكة إن لم تكون أفضلها، أمير الأفكار والإنجاز يعد علماً من أعلام الإدارة الحديثة وتفوق على أهل التخصص والمؤهلات العالية بأفكاره وآرائه وأسلوبه المميز في إدارة العمل وهذا ما نفقده لدى بعض مسؤولي الإدارات في حائل على الرغم من أن بعضهم يحملون مؤهلات عالية إلا أنهم فشلوا في تحقيق المطالب والاحتياجات وحل قضايا ومشكلات المواطنين وأصبح جل الاهتمام مرتكزاً على تطوير وتحديث مكاتبهم وتلميع صورهم على صفحات الصحف اليومية!! أحد المسؤولين في وزارة التربية قال لي بصريح العبارة: (إن أمير حائل يعد بيئة إدارية نادرة في هذا الوقت وإن أي مسؤول لديكم يستطيع أن ينهل من معين الخبرة والتجربة ويكون له عوناً وسنداً في تيسير أمور إدارته). نعم صدق والله، ولكن أين هذا المسؤول الذي يحمل الهم ويواصل العمل ويتابع المشاريع في الوزارة بنفسه بكل إلحاح وإزعاج حتى يمل المسؤولون الكبار منه ويقولون (أعطوه ما يريد وفكون من كثرة دخوله وخروجه) وينهج أسلوب تفقد أحوال إدارته بنفسه معتمداً على الجولات الميدانية المباغتة والتطوعية التي لا تحكمها (انتدابات أو مصاريف سفرية) التي أصبح جل حرص المسؤولين عليها؟ أمير يُشار له بالبنان تُذكر مآثره وتُدون مساهماته ويُشاد بإنجازاته، فله مِنَّا عظيم الشكر ووافر الامتنان وجل الاحترام.