إن ما حدث يوم 24-8-1426ه من تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به عن طريق الصحافة الدنماركية عندما أقامت مسابقة كاريكاتير لرسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقامت إحدى الجرائد أيضاً في النرويج بإعادة نشر هذه الصور المهينة لأعظم رجل في العالم صبيحة عيد الأضحى المبارك ليس إهانة للمسلمين فقط، لكنه إهانة لكل القيم والمبادئ السامية على مرّ العصور.. إن لدى المسلمين إيماناً راسخاً وهذا ركن من أركان إيمانهم بكافة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مروراً بأبينا آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم أنبياء بني إسرائيل جميعاً، وآخرهم المسيح عليه السلام، وقد كانت الإمبراطورية الإسلامية وصلت إلى مشارف جنوبفرنسا وأقصى الشرق وأقصى الجنوب وملكت الدنيا في وقت من الأوقات ولم تتعرَّض لأحد أنبياء الله ولا لأهل هذه المعتقدات ولم يكن يمنعها أحد عن بسط سلطانها فلم تهدم الكنائس كما يفعل الصليبيون اليوم بالمسلمين ولم تهدم الأديرة كما يفعل اليهود اليوم بالمسلمين.. إن محاولات بعض الملحدين والصليبيين والصهاينة من أجل تشويه صورة الإسلام ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة، لكنها أسفرت عن وجهها القبيح اليوم عندما انهارت الإمبراطورية الإسلامية العظيمة وأصبحت مقاليد الدنيا الآن بيد فئة فاسقة فاجرة ليس في قلبها إيمان بالله الواحد الأحد. إن الدماء تغلي في عروق مليار وأربعمائة مليون مسلم، والكل يتساءل أين السبيل إلى الوصول إلى هؤلاء الفجرة لقطع رقابهم ورفعها على صليبهم المزيف.. ليس في مكةالمكرمة ولا المدينةالمنورة فهم ممنوعون من الدخول إليها، بل في وحل الأرض ومزابل التاريخ.. إن الحدود والتأشيرات تمنع الملايين من الدخول إلى أراضي هؤلاء الملاحدة وتقطيعهم إرباً إرباً، إن غضبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لن تكون فقط على أن نقاطع منتجات هؤلاء الفسقة والتأثير عليهم اقتصادياً، إنني أدعو كل قلم شريف من أبناء الإنسانية من غير المسلمين قبل أن أدعو المسلمين جميعاً للتصدي لهؤلاء المارقين وبيان حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم، أدعو كل من له فكرة أو خاطر يؤثر ويوجع هؤلاء القوم أن يبعث به إلينا فهذا من النصح في الدين. وإنني أنادي من هنا يا بني البشر جميعاً: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب الله ومصطفاه يقول عنه ربه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، يا رسول الله تكفيك شهادة ربك لك دعك منا جميعاً، دعك من الأوغاد الذين تعرَّضوا إليك وآذوك في حياتك وبعد مماتك والضعفاء الذين لم يستطيعوا نصرتك في حياتك وبعد مماتك يا أشرف الخلق ويا سيد المرسلين، يا رسول الله فداك آباؤنا وأمهاتنا وحياتنا، يا رسول الله كيف نهنأ بالعيش بعد الآن يا رسول الله.. نعتذر إليك مما صنع السفهاء من بني البشر.. يا رب كيف ننتقم؟ يا رب إنه رسولك.. يا رب إنه حبيبك.. يا رب قد دعوته إلى لقائك عند سدرة المنتهى.. يا رب لقد قلت في كتابك:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} .. يا رب إن الجن آمنت برسولك وعرفت فضله.. يا رب إنهم لا يريدون الرحمة.. يا رب نسألك باسمك المنتقم الجبار أن تنزل بهم العذاب.. يا رب ضاقت علينا الأرض وضاقت بنا السبل.. يا رب كم أهلكت أقواماً أمثالهم.. يا رب دلنا على طريق يشفي صدورنا.. اجعلنا في نحورهم.. يا رب انتقم منهم الآن.. الآن.. يا رب الآن يا من تقول للشيء كن فيكون اجعلهم عبرة لمن يعتبر، يا رب.. يا رب الآن، يا رب.. الآن الآن.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.